إعلام مرتبك!!

حسين محمد ناصر


 - بين أن تسمع حديثا في قناة عدن الفضائية يدور حول الاستخفاف بالشعب وزيادة آلامه بجرعة جديدة وعدم تحقيق نتائج ملموسة لمخرجات الحوار والحد من نفوذ اللاعبين الكب

بين أن تسمع حديثا في قناة عدن الفضائية يدور حول الاستخفاف بالشعب وزيادة آلامه بجرعة جديدة وعدم تحقيق نتائج ملموسة لمخرجات الحوار والحد من نفوذ اللاعبين الكبار والضرب على أيديهم للكف عن نهب أموال الشعب والوطن وبين حديث القناة الفضائية صنعاء المكرس للوقوف ضد الخارجين عن القانون وأعداء الجمهورية والثورة وأهمية قرار رفع عن أسعار المشتقات النفطية وكذا أهمية الاصطفاف الوطني العام بين هذين الخطابين الحديثين الإعلاميين يبدو شيئا من عناوين ارتباك الأداء الإعلامي الوطني الرسمي اليوم وفي ظل أزمة حادة تخيم على أجواء الوطن لا مجال لسرد أسبابها وحيثياتها غير المنحصرة فيما نسمع ونشاهد عن تحليلات بعضها سطحية والبعض يدور ويحوم حول تبريرات غير مقنعة لحقيقة جوهر الأزمة وأخرى تنطلق من عداءات مزمنة واختلافات حزبية أخذت بعضها تمسك بعباءة الإعلام وتشده إلى منطلقاتها السياسية الحزبية في قفز واضح على مهمة الإعلام الرسمي التي يفترض أن تؤدي من نظرة وطنية تلتزم سياسة الدولة وأهداف التغيير الذي سقط من أجله شهداء كثر وارتضى الشعب الالتزام بمترتباته وأبرزها مخرجات مؤتمر الحوار الذي جاء ليوحد لا ليمزق وليؤسس دولة جديدة لا مكان فيها لناهبي أموال الشعب بمختلف مسمياتهم وأحزابهم وليثبت أفكارا جديدة بعيدة عن أفكار القبيلة والمنطقة والطائفة يمنح الشعب حقه الكامل في الحياة بحرية وأمن واستقرار وتخلق جيلا جديدا من القيادات الوطنية الشابة تقود الوطن ومؤسساته بروح جديدة وإرادة قوية وتوجه استثنائي من أجل تحويل مقررات مؤتمر الحوار إلى واقع ملموس.
لقد أتضح من خطاب وبرامج القناتين البون الشاسع بين مضامين نصوص مخرجات الحوار العميقة غير المسبوقة في أدبيات الحركة الوطنية منذ عقود من الزمن وبين ما تقدمه القناتان من برامج ومواد إنشائية مكررة روتينية لا ترتقي لمزامنة الأحداث وتوجيهها نحو بلورة توجهات وإرشادات فخامة رئيس الجمهورية وحرصه على تحقيق اصطفاف وطني لا يستثني أحدا وكم هي المرات التي سمعناه وهو يكرر تأكيده أن لا استثناء لأحد مهما كانت أطروحاته وخطابه السياسي طالما والتزم بثوابت الوطن والسلم الاجتماعي العام ومخرجات مؤتمر الحوار.
إن استحداث الخطط والمواد الإعلامية المقنعة القريبة من الواقع وهموم الناس والقرب بشكل أكثر من الحدث صورة وصوتا وفي لحظة وقوعه يجعل للخطاب والبرنامج الإعلامي مصداقية مؤثرة جيدة المستوى ويسحب على الآخرين البساط الموشي بهموم الناس وبأهداف مخفية!!.
ولنا أن نتساءل:, إذا كان هذا هو مستوى تعاطي القنوات بشكل عام مع أزمة حادة كهذه التي نعيشها وفي ظل الكوابح التي لا تزال الأجهزة الإعلامية تضعها أمام خطابات إعلامية وطنية أخرى.
يصح أن نطلق عليها يوما ما معارضة فكيف إن تمت إعادة صياغة الرسائل الإعلامية ومهامها وانفتاحها على جميع الأحزاب والتنظيمات الوطنية دون استثناء وتم التطبيق الحاسم لمخرجات مؤتمر الحوار بشأن مهام وأداء الإعلام¿!
ربما لم يتسع تفكير المسؤولين على هذا المجال بعد لهكذا واقع مستقبلي.. فلا يزال التفكير محددا بمسافة ومساحة شمولية مستوحاة من عهد النظام الشطري السابق وما بعده والمستند إلى الاتجاه المغلق (أنا أفكر لكم.. أنا أقرر لكم) وهو اتجاه لم يعد له اليوم أي وجود إلا في ظل الأنظمة القمعية المتلاشية حتما.
لقد قرأنا على صدر صحف رسمية وجهات نظر حزبية على شكل مقالات وهذه خطوة إيجابية فيما إذا سمح للجميع ممارستها ليتحدث بمفهوم حزبه دون حجب مفاهيم الآخرين عن الظهور بمثل مساحة ومكان تلك المقالات!!
لنجعل مساحة الإعلام مفتوحة للجميع.. لنشر قيم المساواة وحب الوطن والاصطفاف ونبذ العنف والإرهاب لا للتمزيق وشن الحروب على الآخرين بما يوسع من الخلافات والفتن وتهديد السلم الاجتماعي في الوطن.
ولنلتف أكثر من أي وقت مضى خلف القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس ولنمده بالنصح والمشورة الوطنية التي تحمي الوطن ودماء الشعب وتخرج الوطن من الأزمة إلى رحاب الحياة الكريمة بعيدا عن الإقصاء أو أكل الثوم بفم الآخرين لتحقيق مصالح حزبية وسياسية بمقاسات ضيقة لا مسؤولة ولا وطنية.
لنقتنع أن الوطن هو وطن الجميع, وأنه يتسع لكل أبنائه.
والثقة كبيرة أن الأستاذ الزميل نصر طه مصطفى وزير الإعلام بحكمته واطلاعه الواسع على نظريات الإعلام يستطيع ضبط حركة إيقاع الإعلامي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخراج حالته الراهنة إلى حالة أفضل وأكثر تأثيرا وقبولا من خلال تنشيط الدورات التدريبية والمكتبات المتخصصة والمحاضرات المكرسة لتحسين أداء الإعلاميين وتعريفهم بال

قد يعجبك ايضا