الطشان …..الأكثر احتراما

عبدالرحمن بجاش


 - ليس جديدا القول أن هناك رجالا يكونون بحجم المساحة التي يتفيأها حلمهم, يكونون بحجم الوطن الذي يحلمون به, د . الطشان أحد هؤلاء الرجال, إن ذهبت إلى اليونان وأثينا تحديدا تبحث عن
عبدالرحمن بجاش –

ليس جديدا القول أن هناك رجالا يكونون بحجم المساحة التي يتفيأها حلمهم, يكونون بحجم الوطن الذي يحلمون به, د . الطشان أحد هؤلاء الرجال, إن ذهبت إلى اليونان وأثينا تحديدا تبحث عن اثر لرجال تركوها بعدهم فستجد زوربا اليوناني الذي عاش الحياة طولها وعرضها, كان عالمه نقيا ….لم يستطع الغبار أن يحجب عن الرائين حقيقة أن بشرا في الدنيا كلها يملأون الحياة صخبا, هو الصخب الجميل, ربما أكثرهم هنا… من محمد عقلان الشيباني, إلى سالم الشيباني, إلى محمد سلام خويلد بحار مارسيليا من رسم الحياة امرأة ظل يتغنى بها من كدرة قدس إلى تخوم ((فرنصه)), وتخيلوا ذلك النحيف ينقل الشرح الزبيري إلى مارسيليا, هم يرقصون ((السلو)) وهو يتشرح أو ((يتعسúنف)), رقص زبيري وما أدراكم ما رقصة الزبيرية  !!, في كل أرض بنى له دارا, وفي مناحي الشتات ترك أثرا, قليلون هم الرجال من يتركون آثارهم حيثما حلوا, زوربا اليوناني, وكأنه يرقص رقصته المشهورة إلى اليوم, لا تزال شوارع أثينا كلما دندنت الأوتار اصطف الجمال صفوفا ترقص وتكسر الصحون عادة يونانيه قديمه . في هذه البلاد التي نحلم بها وطنا نرقص في شوارعه رقصة الحياة, الوحيد الذي لم يظلم هو عبده الطشان, ستستغربون  كيف ¿¿ أقول إنه الوحيد الذي اخذ حقه كاملا, عبر عن رأيه بشجاعة أيام الرعب والخوف, قال كل ما يجب أن يقال, وقدم للناس من صبن في قدس إلى الحيمة والحيمتين وبني مطر كل ما استطاع للبسطاء الذين وقفوا إلى جانبه محبين ومقدرين للإنسانية المفرطة التي تلون وجهه, قل أن وجهه ابيض كثلج بودابست وأنحائها حيث زرع في أحشائها ذكرى للفوضوي الذي يملأ الدنيا صخبا من حوله, قل إنه صخب الحياة من محمد مهيوب الوحش في كدرة قدس إلى سعيد احمد غالب في الربيصة إلى صبن التي أنجبت محمد عبد الله الدغيش وعبد الباسط فضل وما بينهما وبعدهما وقبلهما انتصرت على التخلف في العسيرة, وهناك في وادي صبن كان للأمل مكان حيث آثار الرجال الرجال لا تزال بائنة للناظرين, اسأل  شارع 26 سبتمبر بتعز عن الطشان, اسأل عنه المقري, الطويل, عيسى, الحيمي, وكل الذين مروا ذات صباح على مقهاية الإبي قل المدرسة الأحمدية لا بارك الله بمن هدمها, اسألوا عدن عن الطشان كل دكاكينها ووجوهها   !!, اسأل ياسين عن الطشان, والمساح, وعبد السلام قاسم سعيد احد رجال البلد من لا تملك إلا أن تنحني له احتراما وتقديرا, عبد السلام من الرجال الذين يتركون أيضا أثرا أينما حلوا ولا يطلبون مقابلا, اسأل عنه المواقف والساحات, الطشان وعلى مسؤوليتي اخذ حقه كاملا وبطريقته, ظل ولا يزال عفيفا, كريما, عزيزا, تهتز نفسه كلما راى محتاجا, مريضا, بسيطا, اسألوا عنه البلاد كلها, ستحدثكم عنه طرقاتها, مرتفعاتها, ناسها كل من مر من هنا ,….تراني أبالغ إذا قلت كل هذا عن الطشان¿, بل اعتقد أن هذا قليل قليل, فقط اطلب ممن لا يزال يمتلك أذنيه ويسمع بهما أن كرموا د. عبده سعيد طشان, هذا طلبي أنا فإن استجبتم فبها, وإن لم فالرجل يهمه تكريم بسطاء الناس له واحترامهم ويناله منهم كل يوم, ولا عزاء للمتنطعين.

قد يعجبك ايضا