مناجاة في السحر

حسام السعدي

(1)
الصلاة في الأسحار والبوح بالأفراح والأتراح لله تعالى أمر ألفته جدران البيت وزواياها وداومت هي عليه كل الليالي .
ذلك ” الدلو ” يحوي المياه الباردة التي تنعشها وتذهب النوم عن عينيها .
وحده ” حمزة ” ومنذ أن كان طفلا لا يتخوف من غمس بدنه في الماء البارد ثم يقترب للصلاة معها كل سحر حتى الفجر.
لديها صوت شجي عند ” مناجاة الله” يأسره ويذهب عنه النوم والشيطان كما يقول ..
انتظرته بشوق الليلة وهاهو يطرق باب غرفتها بهدوء وينادي عليها بصوته الحنون .
همست إليه : ” حمزة ادخل يا ضنايا ” .
جاءها حمزة وقبل جنته القابعة تحت قدميها ولم ينس أن يدغدغها كعادته .
استرسلا في الصلاة والدعاء والتهجد …
– حمزة – يا ولدي – اشرب كأس الحليب هذا ولا تنس ” سمö الله ” …
لماذا لم تشرب يا ولدي ¿!
لقد غسلت الكأس بنفسي ولم أركن لغسيل ” سماح ” أختك .
آه حسنا إني أتفهم أن النفس تمل تكرار الطعام والشراب ..
ما رأيك لو تنتظر قليلا لأطبخ لك بيضتين مباركتين وتأكل قبل أن تذهب لتمد يدك وتساعد الشمس على تسلق الجبل من اجل أن تظهر بنورها ودفئها على القرية .. ههه هل ما تزال تذكر أمنيتك هذه والتي رافقتك طيلة سنين من عمرك ¿¿!
حمزة – يا ولدي – حزر ماذا اخفي بين يدي¿
أراهن أنك تدري ولكن كما عرفتك خجولا.. هل تخجل من والدتك يا بني ¿¿!
حسنا .. انظر إلى هذه القلادة الذهبية الجميلة سأهديها للعروس ل”فيروز” سيكون جميلا أن تبقى رائحة أمك معلقة على جيد عروسك ليلة الزفاف في حال قدر الله لي ملاقاته قبل ذلك .
أسأل الله أن يطيل في عمري وأراك تبش في السعادة والهناء مع ” فيروز ” هي جميلة وطيبة وفوق هذا تبدو هائمة في حبك … يا ولد …
-حمزة يا ولدي أين ذهبت لم تركت القلادة ¿
حمزة ما يزال الوقت باكرا – يا ضنايا – لحظة انتظرني ….!
(2)
حين ظهرت الشمس على القرية كانت قطرات الندى تتلألأ على الأزهار ودموع أهل القرية تتلألأ وهي تنعى فقيدة القرية أم ” الشهيد حمزة” .

قد يعجبك ايضا