يكفي متاجرة …
عبد الرحمن بجاش
لا رحم الله من أشار على المشير السلال رحمه الله باشراك المشائخ في أول حكومة وما بعدها , ولا رحم الله من أقترح إنشاء مصلحة شؤون القبائل التي بالأحرى كان يجب تسميتها بـ (( شؤون المشائخ )) , هذا المفتتح بوحي من ((بيان )) قيل أنه صدر عن حاشد يمهل (( الدولة أيام معدودات لإرجاع أولادنا من حضرموت ولحضرموت أن تسلم القتلة )) , يعيدنا الأمر إلى أعوام التأسيس … الستينيات تحديدا , التي شهدت تدشين المشائخ (( طبينة )) للدولة, يقاسمونها حتى حياة وموت الناس , وكله باسم (( القبيلة )) المظلومة والتي صارت مطية لمشائخها يركبون على ظهرها من تلك اللحظة في الستينيات , وأنظر فمن يتجند مع الدولة أبناء البسطاء , ومن يستشهد مع الدولة أبناء البسطاء , هل سمعتم أن أحد أولاد المشائخ قدم حياته ثمنا للوطن في أي معركة شرف ¿¿¿¿¿¿!!!! , أولادهم على السيارات الفارهة يفحطون في الشوارع وفي أوروبا وأميركا يتمشون حتى لا نقول شيئا آخر – تأدبا – , والآباء هنا يستلمون أثمان أرواح أبناء الناس العاديين الذي سألت وأحدا منهم على باب شيخ من هؤلاء , وفي شهر رمضان تحديدا عام 2012 م , قلت : مع من تشتغل يا والد ¿¿ قال : مع أمشيخ , قلت : وكم هو الراتب , نظر إلى وجهي : مرتب ما من مرتب , الظاهر أنك منتش من هذي البلاد , عدت أقول : طيب أيش تحصل من الشيخ ¿¿ رجمها في وجهي : الله يحفظه حين أموت في أي معركة – طبعا في الشوارع أو في معارك خاصة – الشيخ يدي للعائلة عشرة آلاف ريال , قلت : نعمه ما بعدها نعمة, الآن وحيال ما حصل في حضرموت من مجزرة حقيرة للجنود هي بالأصح محاولة حثيثة لذبح الدين !! , الضحايا من الجنود هم أبناء الدولة وليسوا أبناء من يتاجرون بكل شيئ , والقضية قضيتها , وهم أبناء اليمن كلها , ويكفي متاجرة باسم (( اليمن الأعلى والأسفل )) يكفي …. , والدعوة إن صحت لإعادة الجنود أبناء محافظة عمران من حضرموت دعوة خطيرة تقسم الناس والبلد , فهم يمنيون وحضرموت يمنية والحفاظ على أرواحهم أسوة بكل الجنود من أبناء اليمن , وحذار من أعادة اليمن الأعلى والأسفل أو (( السافل ) إلى الواجهة!!! , إن هؤلاء تعودوا أن يستفيدوا من القبúيلة , والقبöيúلة , والدولة, فهم مثل المناشير طالعة واكلة نازلة واكلة !!! , وعلى الدولة أن تكون صارمة وبيانها واضح وقوي , وحان الوقت أن تقول للمتاجرين بكل شيئ : كفى , لقد اتعبتم البلاد والعباد , إذ أن كل مصيبة بالنسبة لهم هي رزق , وكل مشكلة مناسبة للظهور ,وكل شكوى فرصة , فإذا لم توجد المصيبة أخترعوها , وأن هدأت الفتن ايقظوها , وأن خفت الشكوى أشعلوها , وما دام والأمر كذلك ومواصلة الدولة النظر إلى هؤلاء على أنهم شركاء لها في وظيفتها وليسوا مواطنين عاديين خاضعين للقانون , خذوها من اللحظة , لو تتحول البلاد إلى أفضل الصيغ حكما في الكون وظلت (( شؤون المشائخ )) بملياراتها , وهيمنة الشيخ على عقول ومقدرات الناس واذن الدولة فلا تحلموا بما هو أفضل , فهؤلاء ثبت أنهم أذكى من مجلس الأمن وحتى الأمم المتحده بكل هيئاتها ومنظماتها , على أنه يجب القول حتى لا نظلم الجميع فهناك من المشائخ من تنحني لهم أحتراما وتقديرا وتبجيلا ومن اليمن كلها حتى لا تذهب الظنون بالبعض إلى وجه واحد من العملة الواحدة , أنا هنا أقصد أولئك المتاجرين بكل شيئ والذين يستفيدون من كل شيئ ولم يشبعوا كجهنم ……….