من سرق وجه النبي ¿

فكري قاسم


 - وانا صغير كنت ادحس أمي – رعاها الله- على ثياب عيد الفطر من منتصف شعبان . كانت تشتريها لي بصعوبة طبعا  وكنت اجلس طيلة شهر رمضان اقايس الثياب كل يوم . وفي كل يوم كنت اقايس الملابس
وانا صغير كنت ادحس أمي – رعاها الله- على ثياب عيد الفطر من منتصف شعبان . كانت تشتريها لي بصعوبة طبعا وكنت اجلس طيلة شهر رمضان اقايس الثياب كل يوم . وفي كل يوم كنت اقايس الملابس اتخايل في منامي ان واحد فتح الدولاب الحديدي القديم وسرق منه حقي الكسوة وهرب الملابس مايجعلني أفز من نومي مفجوعا وأهرع سريعا الى الدولاب وأول ما المح أن الملابس لاتزال موجودة فيه أفرح كما لو أنني شفت وجه النبي .
المهم كنت احتشر للعيد حشره تجنن وماكان يجي يوم العيد الا وقد ملابس العيد حقي ملعوزات من كثرة ماجربتهن وقد قصرين علي من كثرة ماجلست أجربهن واما ليلة العيد يالطيييف والحشرة كنت أقضي الليل كله عالقا على النافذة المطلة الى الشارع انتظر أول لمحة للضوء و» أنبع» أول واحد للشارع لكأن العيد خلق من أجلي أنا فقط .
ايام العيد كلها كانت حافلة بالمباهج الصغيرة وكان للعيد على بوابات دور العروض السينمائية في تعز حتى سنة 1997 نكهة خاصة ومذاق ملهم وأنيق .كانت تعز المدينة لوحدها زاخرة بـ 5 دور (سينما المنتزه سينما بلقيس الجحملية سينما سبأ سينما 23 يوليو سينما بلقيس المدينة)كان الوقت بهيجا وكنت تسمع ضحكات الناس تنط من نوافذ وشبابيك السيارات ومن كل بيت من بيوت الحارة تسمع « آنستنا ياعيد» . حتى فرقعات الطماش كانت مهذبة وكان خطيب صلاة العيد يحدث الناس وهو يبتسم .
كبرت طبعا وعقلت وبطلت الدحس والهرم وبطلت الحشرة ومثلي جيل من الناس أيضا كبروا وبطلوا الحشرة وبطلوا الفرح ولكننا – وللأسف الشديد – لانعرف إلى الآن من سرق علينا العيد وفرحة العيد وضحك العيد وجمال العيد وصفاء العيد وأغاني العيد ورحلات العيد .
كان العيد بالنسبة إلينا وجه النبي ولا أعرف من سرق – علينا- وجه النبي واستبدله بوجوه لاتعرف الضحكة اليها طريقا . وفي الحياة – عموما- لصوص كثر لكن أخطرهم – على الإطلاق- هم اولئك الذين سرقوا الفرح من قلوب الناس .
Fekry19@gmail.com

قد يعجبك ايضا