قراءة في كتاب النقد السياسي في المثل الشعبي

علي الفهد


علي الفهد –
سعى الدكتور عبد الحميد الحسامي منذ بدء مشروعه النقدي- إلى التأليف و الكتابه في موضوعات جديدة وبأدوات ومناهج نقدية جديدة أيضا منذ دراسته في شعر (عبد الرحمن بعكر)” ملامح الإبداع الأدبي في نقد عبد الرحمن طيب بعكر” ثم دراسته ” الحداثة في الشعر اليمني المعاصر” والذي تناول فيه ملامح الحداثة في شعر اليمن المعاصر من خلال أربعة نماذج هم أهم الأسماء الشعرية في اليمن (المقالح البردوني العواضي وشوقي شفيق)
وفي كل كتاب من كتبه كان الدكتور الحسامي حريصا على الاستكشاف والمغامرة وطرق الجديد من الموضوعات والمناهج وبعد انجاز هذين الكتابين حدث تحول من الكتابة في الموضوعات الشعرية وانتقل إلى دراسة السرد وأنجز دراستين مهمتين الأولى ” التحول الاجتماعي في اليمن من خلال الفن القصصي” دراسة بنيوية تكوينيه والأخرى مغامرة في تطبيق المنهج “الأيكولوجي” من خلال دراسة رواية ( الضباب أتى الضباب رحل” للروائي محمد عبد الوكيل جازم .
ولم تتوقف المنجزات العلمية عند هذا الحد بل عاد إلى دراسة التراث وله كتاب ” وشاح ليلى الأخيلة ” ثم عاد لدراسة صوت شعري يمني مثل الرومانسية العربية في ذروتها وهو الشاعر الفضول – رحمة الله عليه- “التجديد في شعر الفضول – الرؤية والبنية”
ومن الشعر إلى السرد ثم إلى التراث ثم إلى الشعر ثم إلى السرد تكللت منجزات الباحث بكتاب “النقد السياسي في المثل الشعبي دراسة في ضوء المنهج الثقافي” .
والمتتبع لمنجزات الدكتور الحسامي تلفته سمتين أسلوبيتين بارزتين الأولى : الانغماس بخصوصية الإبداع اليمني والوعي الكبير بأشكال الإبداع اليمني وأجناسه المختلفة (شعر – قصة –رواية- مثل) ما يجعل من هذا الكاتب مرجعا مهما في الإبداع اليمني سرده وشعره .
أما السمة الأخرى فهي المغامرة وحب الاستكشاف في معظم الأبحاث والمؤلفات في تتبع الجديد من المناهج وقراءة الجديد من الموضوعات والتي لم تسبق دراستها في الغالبعلى المستوى المحلي والعربي وبما أننا بصدد عرض كتاب ” النقد السياسي في المثل الشعبي” فسنجد وبشكل جلي بروز هاتين السمتين الأسلوبيتين في كتابات الدكتور (الحسامي) . وقد صدر الكتاب عن دار مجدلاوي للنشر المملكة الأردنية الهاشميةسنة 2012م في 252 ورقة من القطع الكبير وهو نفسه البحث الفائز في جائزة المرحوم (هائل سعيد) فرع الأدب للعام 2009 م.
عتبات الغلاف :
تتضافر عتبات الغلاف لتنجز دلالة رئيسية وهي علمية الكتاب ومنهجية الدراسة فأول ما تقع عليه عين القارئ أعلى صفحة الغلاف اسم المؤلف مسبوقا بدرجته العلمية ” الدكتور عبد الحميد الحسامي” يليه في منتصف الغلاف عنوان الكتاب ” النقد السياسي في المثل الشعبي دراسة في ضوء النقد الثقافي ” والعنوان يتكون من جزئين الجزء الأول ” النقد السياسي في المثل الشعبي” مكتوب بخط أسود وبحجم أكبر من حجم الخط للجزء الآخروالذي يشير إلى منهج البحث وهذا التفصيل للعنوان جاء مراعيا في الشق الأول للإيجاز في العنونة وبالتالي فهو يحدد إطار موضوع البحث والظاهرة المدروسة ويبتعد عن العمومية والتشتت ما يؤكد مهارة الباحث وموضوعيته واحترامه لذاته وللقارئ وابتعاده عن العناوين الزائفة التي توهم القارئ أو حتى المتصفح الأولي بالمعجز والغرائبي حتى إذا ما فتشها يصاب بخيبة أمل كبيرة .
الشق الأول من العنوان راعى الإيجاز ويعد علامة يمكن تداولها بيسر دون تشتت مع قدرته على الحفاظ على روح الدلالة العلمية وجاء الشق الثاني ليحدد المنهج العلمي الذي استندت إليها الدراسة والمتمثل بآليات المنهج الثقافي والعنوان بكليته مثير للقارئ المتخصص والعادي على حد سواء لأن المؤلف استطاع الجمع بين الموضوع المنتقى من حقل عانى طويلا من التهميش والنسيان وهو حقل (المثل الشعبي) وهذا يغري القارئ العام والمختص كما تغري القارئ المتخصص أيضا المنهجية الجديدة التي استند إليها الباحث في مقاربته لموضوع جديد وغير مطروق ” النقد السياسي في المثل الشعبي ” خاصة وأن هكذا مواضيع صارت محط اهتمام توجهات ما بعد الحداثة التي جاءت مناهجها ونظرياتها لتتلافى قصور مناهج الحداثة ولتعيد الاعتبار لما تم إقصائه وتجاهله.
وتؤكد العتبات الخلفية لغلاف الكتاب الدلالة العلمية وتعزز ما تم طرحه في لوحة الغلاف الأولى وتفصل ما جاء مجملا فيها وقد كان المؤلف بارعا في ما تم عرضه في العتبة الخلفية فقد احتوت صفحة الغلاف الخلفية على أهم النقاط التي تهم المتلقي / المشتري للكتاب من خلال تركيزها على عرض ملخص لأسئلة الدراسة وأهدافها ومنهجها في فقرات ثلاث وبكلمات قليلة .
و قد جاء العرض تحت عنوان مألوف في العتبات الخلفية “هذا الكتاب” إلا أن ما جاء تاليا

قد يعجبك ايضا