لصحتكم.. اقهروا التدخين بالصيام!

لا يحسن البعض ما يقدمه الصيام من خدمة كبيرة تقودهم إلى الإقلاع نهائيا عن التدخين إنها بركة
ما أعظمها من خدمة ربانية أودعها الله في رمضان- شهر الخير والبركة- للإقلاع عن العادات السيئة وفي مقدمتها التدخين ففي صيامه كبح لهذه العادة تماما كل نهار تنحسر معه الرغبة الجامحة في التدخين على غير العادة متيحة للراغبين في الإقلاع عن التدخين فرصة ثمينة لا تضاها.
الدكتور/ محمد محمد الخولاني- مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة العامة والسكان في معرض حديثه عن التدخين وأضراره يضعنا أمام الحقائق الكاملة حول مساوئ وأخطار هذه العادة القبيحة وخاصة عند الإفطار بعد صيام وانقطاع طويل عن الطعام والشراب مستعرضا الوصفة العلاجية الرمضانية السانحة للإقلاع عن التدخين حيث يقول:
قد جرت بهم الظنون ببعض المدخين إلى الاعتقاد بألا عيش سيطيب لهم بمعزل عن التدخين فلا يطيقون الامتناع عنه لساعات فكيف بالإقلاع عنه نهائيا¿!
لا شك أن في صيام رمضان حل لمشكلة الإدمان على التبغ وليس في الأمر مبالغة فالعلم أثبت أن بقاء الصائم في الصيام مدة نهار كامل دون تدخين يقضي على كل أعراض الإدمان كون مادة (النيكوتين) عادة ما تكون سريعة الطرد من الجسم أثناء الصيام ولا تبقى فيه لأكثر من ساعة لتبدأ معها الأعراض الانسحابية للنكوتين(أعراض الإدمان) وهي طفيفة مثل الصداع الخفيف والتوتر البسيط.
وهذا يعني أن من السهل على المدخن انتهاز الفرصة خلال رمضان ليقلع عن التدخين دون رجعة ولن يجد عناء إذا أحكم الإرادة والتصميم.
لكننا نجد بعض المدخنين في أسوأ حال بسبب التدخين مع سماعه أذان المغرب في رمضان فقد يفطر بسجارة أو يكتفي بتناول تمرة أو تمرتين للإفطار أو حتى بالقليل من الماء ثم بلمح البصر يشعل سيجارة ليملأ رئتيه بدخانها مغمورا بسعادة كبيرة في الوقت الذي يكون فيه الجسم بأمس الحاجة إلى الطعام والسوائل.
هي مرحلة حساسة – بالطبع- ليس لجهاز الهضم أثناءها أدنى استعداد لهضم أصناف الأغذية العسرة الهضم فكيف بالتدخين الذي ليس بغذاء¿
لا شك أن تأثيره سيء للغاية على الرئتين وسائر الجسد في تلك الحالة حتى يكافئه المدخن بسموم خالصة يستنشقها عن طيب خاطر!
وأقل وأدنى ما يشعر به المدخن عقب أو أثناء تدخينه: الشعور بالغثيان والخمول وضعف الشهية للأكل.
يضاف إليها شعور البعض بدوار وصداع وألم في الصدر أو المعدة وزيادة الحموضة وكل هذه التأثيرات كثيرا ما تظهر على المدخن- ليس على المدى البعيد – وإنما في العادة بعد انقضاء اليوم الأول على صيامه وتحديدا عقب انتهائه من تدخين السيجارة الأولى أو الثانية ليلاحظ بعد ذلك الفرق الشاسع بين حالته المزرية ساعتها وبين شعوره براحة خالصة خلال تحرره من التدخين نهارا أثناء الصيام وما من مغريات وهو لا يصادف أمامه ولا يرى أحدا- قط – يدخن طوال فترة الصيام وحتى لحظة الإفطار.
فيا لها من كارثة على الجسم العاكف خلال ساعات الصيام على التحرر من السموم ومن بينها سموم التدخين مثل(النيكوتين والقطران) ومواد أخرى بالغة الضرر أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية ضلوعها في مشاكل كثيرة مدمرة للصحة لها تأثير مميت يسبب الوفاة للمدخن ولو بعد حين.
مع الأسف إن من بين المدخنين من يعرف بعض المعلومات والحقائق عن أضرار وخطورة التدخين فيدير لها ظهره كأنما لا يعنيه منها شيء وكأن من يتساقطون صرعى من المدخنين نتيجة أمراض مستعصية هي في معظمها بسبب التدخين كأنهم يختلفون عنه مادام هو بصحة جيدة!
ومهما منى نفسه بألا ضرر سيصيبه بسبب التدخين فإن استمراره ومضيه في تجرع واستنشاق سموم التبغ سيضره لا محالة في العاجل أو مستقبلا وبمعزل عن الإقلاع عنه فلن يكون بمأمن من الخطر مادام يواصل كل يوم إلحاق الضرر بنفسه وحتى بالآخرين من حوله. إذ تؤكد الدراسات وجود مواد مسرطنة في دخان التبغ ومن أصل(4آلاف)مركب كيميائي ضار من مركبات التبغ توجد (50)مادة ثبت ضلوعها في التسبب بالسرطان لدى المدخنين وتأثيرها يطال حتى من يعيش أو يتواجد في أوساط ملوثة بدخان التبغ لاسيما إذا كانت مغلقة كأماكن العمل داخل المنشآت وكذا المنازل والمطاعم وأماكن التجمعات المغلقة ووسائل المواصلات ومجالس القات.
فالقات معروف عنه أنه يؤثر في المدخن فيزيده رغبة في التدخين ولا تقف حدود المشكلة فقط عند تعرض غير المدخنين لدخان التبغ واستنشاقهم له بل شكلت طقوس تعاطي القات مأزقا كبيرا لغير المدخنين عندما يجبرون على الاستنشاق القسري لسحب الدخان الكثيفة التي تروق لمعظم المخزنين المدخنين خلال جلسة (التخزينة) مغلقين على الجميع النوافذ منعا لتيار الهواء من الدخول ووصل الحال