يصلون ويصومون !!
عبد الرحمن بجاش
تراهم في الصف الأول حيث يصور التلفزيون , وإلى كل عمود يرتزحون يقرأون القرآن , واذا فتشت جيوبهم ستجد المصاحف الصغيرة لا تبرحها , فتقول في سرك : يا الله ما أروع هؤلاء الناس , فقط تخرج من المسجد فإذا بك تصدم من أول لحظة فترى من رأيته بالداخل متهجدا مسبلا لعيونه رافعا يديه إلى السماء وقد رفع صوته داعيا رب العباد لا تدري بماذا على اعتبار أنك لا تدخل إلى قلوبهم وقد بدأ يشتم الآخرين , وإذا جالستهم فيقسمون الحياة بين حلال وحرام وتكاد تصدقهم حين ترى الطبعة على جباههم فتحتار أكثر , وفي الشارع تلتقيهم …اللهم إنا صائمون .., فتتبرك بأيديهم وتفاجأ عند اول منعطف بالشتائم لهذا والسب لذاك , فتقول: الإنسان ضعيف ..ربما وربما …, وفي البيوت تكتشف هؤلاء يظلمون نساءهم , يفضلون أولادهم على بناتهم , يرمون بالبنات في سن الخامسة عشرة وأقل لأول طارق للباب ( أستروهن ) ,و ( زوج بنت الثمان وعلي الضمان ) لأنهم يعتبرون البنت مشروع عار محتمل ولذلك يتخلص منها تحت دعاوى تلبس أحاديث وحكم لذر الرماد في العيون ليس إلا !! , تقول يا ناس : على الأقل اسألوا القادم كيف ظروفه , يكون الجواب : المهم انه رجال , وهي البنت في ستين ألف داهية, وبعض من نعتبرهم مثقفين كبارا والكتاب لا يفارق أيديهم ولا عيونهم يفاجئك بالقول الرجال رجال هي إلا بنت , عليها ان تخضع لأخيها فقط لأنه رجال, قد يكون تافها لا يهم , كذابا أيضا لا يهم , كسول لا يشتغل يقولون لك زيد زوجه هو رجال , وأولئك الذين يصومون ويصلون لا يقطعون فرضا ترى معظمهم يغالط إخواته البنات فيما شرعه الله في الورث , وكثيرون يحرموهن ( هن إلا مكالف ) تقول : هو شرع الله , تراهم يدعممون , ولذلك فحكايات حرمان الأخوات من الورث تملأ البيوت بحكايات شتى وكذلك المحاكم !!!! , وبعض أولئك الذين تراهم ركعا سجدا لا يترددون في أن يشهدوا الزور , وتسمعهم ينمون على الآخرين , وإذا سألت قال لك : كل شيء بطريقه , واذا اؤتمن معظمهم خان , والحكايات كثيرة تلك التي تتعلق بخداع وخيانة الصديق الأقرب والأخ الشقيق , لا نملك في هذا الشهر الكريم سوى أن نقول : لا حول ولا قوة الا بالله , وحسبنا الله ونعم الوكيل …….