صلاحيات.. لا تنتهي!

أحمد مهدي سالم

 - لعل بلادنا أكثر دول العالم العربي والإسلامي امتلاء بالمنتهي الصلاحية من مواد الغذاء والحركة والعمران إلى الإنسان والحال لمعظمها فاضح واضح.. إما من المنا
لعل بلادنا أكثر دول العالم العربي والإسلامي امتلاء بالمنتهي الصلاحية من مواد الغذاء والحركة والعمران إلى الإنسان والحال لمعظمها فاضح واضح.. إما من المنافذ الرسمية أو غير الرسمية وأعرف أنه إذا ضبطت واحدة من سفن التهريب المليئة بالألبان والقمح التالف على سبيل المثال فإن هذا يعني دخول عشرين أو عشر في جنح الظلام ولا أستبعد أن تكون الآن.. تتعاطى دواء منتهيا وأنت لا تدري.
والأخطر.. الأدوية المهربة التي يلعب فيها الصيادلة والصيدليات لعبتهم لأن الأنواع المهربة ليست من نوعية الأسبرين الرخيص الثمن بل من الأدوية المكلفة الباهظة المرتبطة بالأمراض المزمنة التي لا يستطيع المرضى الاستغناء عنها.. يشربونها يوميا كأمراض القلب الضغط الكلى السرطان والسكر وغيرها ووزارة الصحة.. نائمة أو مشغولة بالحملات الوطنية.. لأن فيها شيئا من طلبة الله.. وكمان بالعملة الأجنبية أما محاصرة الأدوية المهربة.. القاتلة والقاتلة.. غائب عن اهتمامها.
وحكاية انتهاء الصلاحية.. ليست مقتصرة على المواد الغذائية أو الدوائية.. إنما ووووو إلى مجالات أرحب وهنا إرحب ليست منطقة الزندادي أو الحنق وإنما.. من الرحابة والإتساع.
هناك أشياء كثيرة في حياتنا نتعامل معها وهي منتهية الصلاحية.. منها القيادات التاريخية لبعض الأحزاب.. كفاية يا شيوبة السياسة.. السن له أحكام.. أفسحوا المجال للشباب التي طالما زايدتم بهم.. في خطاباتكم وكونوا مستشارين أو موجهين لهم لكن خلق الإنسان عنودا.. نراهم يعضون على مقاليد القيادة بالنواجذ.
وهناك كثير من مثقفينا.. هرموا إبداعيا وتحجروا ثقافيا.. واستنزفوا لكثرة ما كذبوا وضللوا ونافقوا وحرضوا وتراجعوا وفلسوا.. بحيث لم يعد لديهم أي جديد.. بل معاناة من ارتكاسة خبيثة وهذا النوع عليه أن يعرف أنه منتهي الصلاحية وعليه أن يتوقف لسيره عكس التيار يأخذ نفسه إلى أقرب مسجد أو مجلس صالحين ويدعو الله ولن أقول: يسلم نفسه لأقرب مركز شرطة مع أنه يستحق.
والمزعج أن هناك معلمين.. تجاوزوا ما بعد السن القانوني ووصلوا إلى درجة الخرف ويدرسون في مدارس خاصة وفي جامعات حكومية أو خاصة وكثير منهم من جنسيات غير يمنية.
والأندية الرياضية تكتظ بلاعبين منتهيي الصلاحية وهم مصرون على الاستمرار رغم غضب الجمهور وإخراج الإدارة ويعيشون على أصداء انتصارات سابقة.. أيام عنفوان الشباب ويسببون مشاكل للمدربين عند وضع التشكيلات.. حارمين بدلاء ناشئين من فرص الظهور.. لاحياء ضعوهم أولا.. على دكة الاحتياط ثم إقناعهم.. بأن الاستفادة منهم ستكون أفضل في تدريب الفئات العمرية أو في لجان الكرة والنشاط الرياضي وهذا هو الوضع الطبيعي وهناك مسؤولون قياديون.. ليس بإمكانهم أن يضيفوا جديدا إلى مرافقهم ومؤسساتهم وجمعياتهم غير تفريخ الشلل والمشاكل والتكتلات اركنوهم وامنحوا الثقة للكفاءات والأحسن والأفضل عندما تكون شابة وذلك حتى لا تتكرر حكاية كلا الاخوين ضراط.. لكن عز الدين أضرط من أخيه.
وفي شهررمضان الكريم الذي نعيش أيامه ولياليه.. تكثر التمور المنتهية التي جلها.. موزع كميات على المساجد والجمعيات والفقراء تفضلوا بخير ما عندكم وإلا لا جابها فضيلة تورثني حفظ أرقام الأطباء.

آخر الكلام
يجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أقصى غاية الجود.
مسلم بن الوليد

قد يعجبك ايضا