الإبداع الفوتوغرافي.. هل يصبح تذكارا من الماضي¿!! (2-2)
استطلاع مصور: المقالح عبدالكريم

المشهد الأول
(خبير الأزياء)
محال أن يلتقط صورة أي كلام.. أو أن يقال عن كاميرا موبايله أنها ” مش ولابد” لذا فهو مقتنع تماما.. أن لا عيب فيها أو فيه.. لا ولا حتى في خفة أصابعه الأرشقة من وثبات غزال.. ولا ثبات ذلك.. أي ليظهر “الحريو” في لقطات غير مسبوقة.. عليه أن يبدأ به.. مع كل لحظة سيلتقطها.. لا بد سيهجم على “الحريو” مطبقا كل “قواعد الاشتباك” الضرورية لهذه المواقف.. فمرة تجده منكبا على الملابس.. ومرة أخرى الاكسوارات:
– يعد وضعية شيء معين: اما على رأس “الحريو” أو كتفه أو خصره..
– يرفع مستوى الجوارب.. أو يلمع الحذاء.
– يفتح أو يغلق أزرار الثوب.. سواء في الصدر أو الأكمام.
– يرشده لأنسب الطرف المتعارف عليها والمحمول بها في إمساك السيف او إمالته.
– الفل.. شغله الشاغل.. ماذبل منه يقوم بنكفه.. والعقد الأقدم – منذ الظهيرة – سيزيله من صدر “الحريو”.. ولن يرميه .. محال سيلفه حول عنقه هو . ومن ثم سيتأذن “الحريو” أن يعتبره “سجل طحس”كهدية إجبارية على وجوده المفروض على الكل .. لن تستغرب مطلقا .. ولن يتفاجأ من حضر العرس أو غاب عنه.. أن خبير الأزياء المخضرم هذا .. قد ظهر في غالبية الصور الملتقطة للحريو من قبل جميع المصورين .. وربما في ما التقطه هو من صور..!!¿
– المشهد الثاني
– (نصف المتفرغ)
صاحبنا هذا .. كما تطفح الأساري من قلوب ووجوه الحضور .. تجده يطفح الافتخار من كل حركاته وسكناته.. كيف لا وهو يمسك بين يديه الاثنتين آخر صيحة في عالم التقنية: “آي باد”..!!¿
يكفيه قياس شاشته اللامعة .. الأمد والاعرض بين جميع الشاشات المشهرة في وجه “الحريو” أما مواصفاته الرقمية فحدث ولا حرج إنه جهاز كومبيوتر كامل الأوصاف.. فأين الثرى من الثريا لو قارنته بموبايل .. أيا كان نوعه أو منشأه..!!¿
إلا أن هذه الخيلاء العتيدة .. لم تصل إلى مستوى توجيه وتحفيز صاحبنا هذا ليزداد تميزا على تميزاته الألف .. بإلتقاط أروع الصور الفوتوغرافية .. أو اصطياد الذ المقاطع الفيديوهاتيه ..لا .. زهوه بما ليده أفقده صوابه .. وأعدمه تركيزه.. لذا تجده مقسوم الهمة وهو يوزع نفسه بين مهمتين كالتالي:
الأولى : مع “الحريو” .. ما بين لقطة وأخرى .. تجده: يقدم فاصلا تشجيعيا.. يقذفه في وجه الحريو على شكل صرخات – لا تدريها – حماسية أو حسائدية: (وحقك يافلان حقك) عقبى لنا – وإحنا لمن ياربي .¿! – هنيت لك ليله من ألف ليلة وليلة)..!!¿
– يواجه “الحريو” ببسالة من يمن ما أعطى.. يفاخره بعمله.. وهو يقرب شاشة “آيباده” لدى ملتقطه عن قرب وبوضوح.. يكاد يعمى بصر “الحريو” المشدوه الحس..!!
– مقهقها يمد موبايله صوب الحريو.. ليرد على أحدهم .. غير المصدق أنه عرس المسكين.. الذي سيجاهد وما استطاع سماع الصوت وأسماع صوته..!!
– يلصق شاشة “الآي باد” بوجه الحريو.. هذه المرة يخايره بين مصطاده الذكي من الصور .. أيها الأفضل.. أيها يريد تكبيرها .. قياس كرت.. وأيها أكبر.. والأنسب لهذه تكبر / كبس.. أو تكبر /برواز!!¿¿
– طبعا .. وفي بورصة العرض والطلب.. ولا ينسى هذا المتذاكي.. برقياته التلميحية إلى لبيب الإشارة.. ليستوعب أنه منذ اللحظة ينتظر إمداده بالعربون..!!
– أفلام جهاز “الآي باد” برز من أصبعه .. يأتي في مواقيت سرية.. دائما ما تثير الآخرين فيسألونه فيرد عليهم بحذاقه منقطعه البصيرة : توفير للبطارية..
– لذا وفي فواصل لهذه .. لا تضيع عليه سدى .. سيستغلها أحسن استغلال .. باسما يهز رأسه وهو يرنو مراسيم العرس في آليه وبطء تجعل من دوران رأسه استنساخا مطابقا لحركة الرادار .. ثم بغتة وفي لحظة يحددها تفصيل معين يرن في خاطره .. ينطلق سهما فجائيا صوب “الحريو” يهامسه في أذنه .. مشيرا لذراعه إلى مكان ما جمع بشري ما .. وهات يا ملاحظات : ذلك فلان أبن فلان أبو فلان .. كأنما “الحريو” لا يعرف حضور عرسه .. أقارب – جيران – أصدقاء – زملاء عمل .. الخ وكأنه ليس مطلعا على آخر أخبارهم مثلا..!!¿
الثانية :مع الآخرين
– خبط عشواء .. من عثرت عليه تجاهه .. سيستثمر فرصته ..يبث أشذاء حماسته ويشعل أثير غروره .. يريهم كنوز “آيباده” التي جمعها من مغارة العرس .. لدرجة شهق لها _ الصور – اندهاشا “الحريو” وأقسم أن هذا التصوير حقا وفعلا ..!!
– ذات الاندفاعات المباغتة صوب “الحريو” المفجوع .. لكن هذه المرة :الالتصاق به ومزاحمته لها غاية أخرى لديه هام وسري جدا ويريد مقاسمة الحارس الشخصي “للحريو” – الواقف خلفه – لفائف ما يخبئ..!!.
– كأنما لديه مهمة أسندت إليه .. أو كلف بعمل محدد نظير أجر مالي معين.. تراه كالمهبول الأحمق : سلوكا – شكلا .. وهو يوالي إمساك تلابيب كثير ممن تغيبوا عن مقيل العصرية .