نموذج لوطن نحلم به ¿¿

عبدالرحمن بجاش


 - 
ليلة نظل ننتظرها عاما كاملا , يقدم رمضان بكرمه وبخلنا وتهل هي معه ببهائها , نحرص كل ما هلت على أن نكون معها هناك في قاعة الخيمة التي يتكرم صاحبها فيستضيف الليلة وضيوفها ,
ليلة نظل ننتظرها عاما كاملا , يقدم رمضان بكرمه وبخلنا وتهل هي معه ببهائها , نحرص كل ما هلت على أن نكون معها هناك في قاعة الخيمة التي يتكرم صاحبها فيستضيف الليلة وضيوفها , جمعية الزملاء سنة ثامنة عشرة انتظام , سنة ثامنة عشرة تواصل , سنة ثامنة عشرة نستدعي أهم مراحل عمرنا يوم أن كنا نحلم بوطن عنوانه اليمن يحل محل كل المناطق والقرى والطائفة والمذهب وكل ما يستعبد حرية الإنسان كإنسان , نحضر كل عام مشتاقين لمن اقتسمنا وهم كسرة الخبز , فنجان الشاي , الشميز , والقميص , توزعنا حلما بأن نكون لهذا البلد نخدمه كل في مجاله الذي سهر من أجله , من أجل دين لوطن لا بد أن نسدده , فاكتشفنا بعد سنين أننا لم نفعل شيئا على براءتنا فقد سرق منا كل المجهود !! , لذلك نحرص في هذه الليلة على أن نستعيد وجوهنا , ذواتنا , أحلامنا, في وجوه ارتسمت عليها معالم الزمن الذي كان مليئا بالحلم , زمن آت لم يستطع أن يدلف من باب الجمارك , وما أدراك أي جمارك تمنع المستقبل من الدخول , في ليلة لقاء الزملاء الذين درسوا في مدارس سيف بن ذي يزن وعبدالناصر الثانوية المنكوبة التي اجتثت بشخطة قلم لا تدري عن أي ذنب حوسبت فقضي عليها وعمرها لم يصل بعد إلى الستين !! , في هذه البلاد يقتل المكان لكي يصير الإنسان بلا ذاكرة , والمكان دائما بطل الذكريات , قال محمد الحاج : لقد سحقت المدرسة الأحمديه بتعز وأنا أحد طلبتها أمام عيني , رأيت طفولتي ومراهقتي وذكريات سنين تحت جنازير الجريدر الذي سحقها !! , كثيرون لا يعيرون أمر المكان وارتباطه بالإنسان أدنى اهتمام , فقط لأنهم بلا أحاسيس ولا مشاعر لا يدركون أن المكان يكون معظم الوقت هو البطل , جمعية الزملاء حزبنا النموذج حيث لا انقلابات , ولا سياسة عقيمة ولا روافض ولا نواصب ولا سنة ولا شيعة, ولا زيود ولا شوافع , بل يمنيون من المهرة إلى صعدة يعرف بعضهم بعضا من الصف المدرسي حيث اقتسموا اللقمة والكدمة وارتشفوا من نفس الكوب همومهم ولم يسألوا بعضهم من أين أنت ¿¿ فقط ما أسمك وانتهينا وتعانقنا وصرنا زملاء, أكلنا في بيوت هذه المدينة صنعاء الطيبة أهلها , لم أنس ما حييت وأمي حضية تسألني : من أين أنت يöبúني ¿¿ – كنت أذهب بالروتي إلى بيتهم قبل المدرسة – قلت من تعز , قالت : وأمك أين هيú ¿¿ قلت: في البلاد , قالت بلهجتها الصنعائية التي أحب : يوه حرام جي أسكن عندنا , لن أنسى صنعاء وبيوتها من بيت المسيبي إلى بيت اليماني وما بينهما طيبة واخلاقا وكرما ولن أنسى بيت أبي يحيى العمري وعمي حسين عسلان , لأكتشف أن بعثر كان صاحب أبي في الطريق بين القاعدة والراهدة وصنعاء , كانوا سواقين يومها والدريول كان ملكا !!, جمعية الزملاء التي لا ينقلب فيها أحد على أحد تقودها هيئة إدارية لا تملك إلا أن تنحني لها شكرا وتقديرا لا تزال مستمرة ونحرص على استمرارها نموذج حي لوطن نحلم به هي تعمل الآن على أن تكرم من علمونا أول الحروف مدرسينا من الخروش إلى الشهاري . إلى أن نلتقي في العام إذا كان في العمر بقية وأراد رب العلا ….كل المحبة لكل الذين حرصوا على الحضور وأولئك الذين لم يتمكنوا والاحترام كل الاحترام لمن حرص على أن يبلغ اعتذاره احتراما لزملائه , وبعض نفر ينظر للأمر على أنه أقل من قدره – هم قلة تكاد لا ترى – أقول لهم أن الجمعية قدرها أكبر من كل قدر الأقدار من خلق العباد فقدره أكبر من كل قدر ….

قد يعجبك ايضا