لو أضاءت نفوسكم..!!

فتحي الشرماني


 - الفرحة التي غمرت اليمنيين وهم يستقبلون شهر رمضان, هذه الفرحة هل يعيشها أولئك الذين نذروا أنفسهم لإزهاق الأرواح وتخريب المصالح العامة, بالتأكيد: لا, لأن ر
الفرحة التي غمرت اليمنيين وهم يستقبلون شهر رمضان, هذه الفرحة هل يعيشها أولئك الذين نذروا أنفسهم لإزهاق الأرواح وتخريب المصالح العامة, بالتأكيد: لا, لأن رمضان مدرسة لصناعة الحياة, بما فيه من أعمال الخير التي تدخل السعادة إلى من فقدوها, وكيف لصناع الموت أن يعرفوا معنى صناعة الحياة¿!
لو أضاءت تلك النفوس المظلمة لعرفت لذة أن تستقبل رمضان بنفس بريئة تبتسم للحياة, على الرغم من اشتداد وطأة التضييق عليها بتخريب الكهرباء وانقطاع التيار, وشفط محطات الوقود, وصناعة الأزمات وبث الشقاق بين أبناء المنطقة الواحدة أو القبيلة الواحدة.
صحيح أن كثيرا من النزعات كالرغبة في الانتقام والطمع هي التي تغري هذا أو ذاك وتجبره على السير في الطريق الخطأ, لكن أن تصبح صائما – صيام العبادة لا صيام العادة – فهذا يعني أنك معني بالنظر إلى ما وراءك لتعرف مسؤولية أن تكون متعبدا لربك بهذه الشعيرة, صادقا في تمثل آدابها, فقد منعك أن تأكل اللقمة لتعطيها إلى آخر لا يجدها, فكيف بك تزهق روح هذا الآخر, أو تسلبه حقوقه¿!
يأتي رمضان ليعلمنا معنى الصبر.. أن تصبر على استفزازات الآخر وأذاه .. وعلى جموح النفس وبطشها وجنونها لأنه مدرسة لتزكية النفس وطهارة القلب.
إن الذين يصرون على إزهاق الأرواح في رمضان عليهم أن يتذكروا أن الشياطين تصفد وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار كرامة لهذا الشهر, وليكون فرصة لعودة من أغرته الشياطين بالباطل .. فلماذا تصر أنت يا من تحمل السلاح على ألا تصفد غرورك وشرهك لإطفاء وهج أرواح صائمة لربها¿
لو أضاءت نفوسكم لتركتم الأطفال يبتهجون في ليالي رمضان يحملون الفوانيس وينشدون الأناشيد, ويلعبون الألعاب .. ولتركتم الكبار يعقدون مجالس الألفة والمحبة على موائد رمضان الجسدية والروحية.
أن تكون مؤذيا مستفزا مغرورا تحصد الأرواح في أغلب أيام العام فهذا طريقك الذي اخترته لنفسك, لكن أن يأتي رمضان وتصر على أن تكون ذلك الشقي الذي يفجر ويضرب ويهدم ويقتل فهذا ما يؤكد أنك حقا مظلم النفس, معطل الضمير, فاقد الإحساس, وعليك إدراك أنك في هذه الحالة لست أكثر من كتلة لا حياة فيها وفكرة قابلة للاشتعال, فلا أنت تحس بمن يقتل معك, ولا أنت تحس بمن تقتله, ولا بحجم الكره والحقد الذي تختزنه النفوس لك.
لو أضاءت نفوسكم أيها المخربون لتركتم الصائمين يتنعمون بقليل من كهرباء لا تزال تعاني العجز الكبير حتى اليوم ..ولتركتم أنابيب النفط وشأنها لتمد الدولة بالعائدات التي تسدد بها التزاماتها.
باختصار: لو أضاءت نفوسكم لصمتم كما يصوم خلق الله .. فهل تصنعون ذلك¿!

قد يعجبك ايضا