3- من خرافات أيسوب
محمد المساح
الثور والضفدع
بينما كانت ضفدعتان صغيرتان تلعبان عند حافة بركة إذ جاء ثور يسرب فداس إحداهما عشوة فسحق الحياة فيها.
ولما افتقدت الضفدعة الكبيرة صغيرتها سألت أختها فقالت: ماتت يا أمي.. إذ جاء إلى بركتنا في الصباح مخلوق ضخم بأربع أرجل وداسها في الطين.. قالت الأم: تقولين مخلوق ضخم¿ وأخذت تنفخ نفسها لتصير أضخم ما تستطيع: أكان بهذه الضخامة ¿ أجابت إبنتها: آه نعم يا أمي لكن أكثر ضخامة.. فانتفخت الضفدع أكثر وقالت: أكان بهذه الضخامة¿ قالت الصغير: نعم نعم يا أمي أكثر ضخامة فانتفخت وانتفخت حتى صارت في مثل الكرة ثم قالت: أكان بهذه الضخامة.. وأنفجرت.
النسر والسهم
حط نسر على صخرة عالية وجعل يتطلع حوله منقبا عن فريسه لكن الصياد الذي اختبأ خلف أحد صخور الجبل كان يبحث هو الآخر عن فريسة.
ورمى الصياد النسر بسهم صائب من قوسه فأخترق السهم صدر النسر.. فأدار عينيه إلى السهم وصاح وهو يعاني سكرات الموت آه أيها القدر القاسي ما أقسى أن أهلك هكذا والأقسى أن يقتلني سهم ريش بريش النسر.
نافخ البوق يقع أسيرا
خرج الجيش يتقدمه نافخ البوق يستنهض بأنغامه الحماسية شجاعة زملائه الجنود لكنه لما وقع في الأسر صار يتوسل إلى آسريه أن يهبوا له حياته قائلا: لا تقتلوني أنا لم أقتل أحدا ولم أحمل سلاحا وليس معي إلا بوقي هذا.
غير أن الأعداء قالوا له:
هذا وحده كاف لقتلك فأنت وإن لم تحارب بنفسك كنت تدفع الآخرين إلى الحرب ببوقك.