أجواء المسلسلات ومقاهي النت والسهر العقيم تطغى على روحانية رمضان
■ استطلاع / أسماء حيدر البزاز

ساعات وأيام رمضان معدودة فطوبى لمن أحياها في طاعة مولاه وكانت حجة له لا عليه , غير أن الواقع يظهر عادات رمضانية خاطئة اعتاد الناس على قضائها في رمضان وما لها من تداعيات في إهدار الوقت وضياعه نبينها في سياق الاستطلاع الآتي .
العديد من الناس يقضون ليالي رمضان أمام شاشات التلفاز يتنقلون بين مختلف القنوات الفضائية التي كرست كل أعمالها وبرامجها لهذا الشهر من مسلسلات ومسابقات وبرامج أكثرها مضيعة للوقت لا هدف لها سوى جذب المشاهد والمتلقي بكل الوسائل والطرق حتى لو كانت على حساب مبادئه
وبعض الشباب يرى في مقاهي النت (والفسبكة وعالم الواتس آب) عالمه الذي لا يمل منه فتمر الساعات وهو غارق في الدردشة والتعليقات لأمور لا أهمية لها أمام عظمة هذه الساعات والأيام التي فضلها الله على سائر الشهور.
مجالس الغيبة
آخرون تأخذهم مجالس القات والشيشة كل مأخذ وما قد يصاحبها من غيبة ونميمة على علان وفلان من الناس حتى تصبح فضائل هذه الأيام وبالا عليهم, وما الإنسان إلا بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بعض منه حتى قيل : إنه ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي -بلسان الحال-: “يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة “.
فرصة لا تعوض
وفي هذه المساحة جاءت الدعوات والمواعظ للتخلص من تلك العادات المهدرة للوقت والمضيعة للأجر والمثوبة .
العلامة سعد الموشكي استهل حديثه بقوله تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) وقول الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي”. ويقول الحسن البصري رحمه الله: “أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم”. ويقول ابن القيم رحمه الله: “إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها”.
موضحا: في شهر رمضان يجد الإنسان أمامه فرصة كبيرة لتعويد نفسه على تنظيم أوقاته حيث خصص النهار للصيام وعند مغيب الشمس تحين ساعة الإفطار وفي الليل القيام والدعاء وقبل طلوع الفجر السحور والاستغفار , متطرقا إلى الأمور التي تعين على قضاء الوقت في رمضان ومنها كما بين العلماء : المحافظة على صلاة الجماعة في جميع الأوقات في بيت الله وختم القرآن مرة على الأقل تلاوة وتدبرا وأداء صلاة التراويح واعتكاف العشر الأواخر في المساجد وصلة الأرحام والصدقات والتحلي بآداب الصيام والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار.
اغتنام الوقت
فيما تحدثت الداعية بشرى العميري عن الأمور التي تعين على حسن الاستفادة من الوقت في رمضان وعدم إهداره قائلة: أوضح علماؤنا الأجلاء أمورا تعين المرء على حسن اغتنام الوقت في رمضان ومن ذلك تذكر الموت فإن الإنسان إذا تذكر الموت مع جهله بالزمان والمكان الذي سيفاجئه فيه كان ذلك أدعى لحرصه على حسن الخاتمة فيدفعه ذلك لشغل وقته بالصالحات, وصحبة الصالحين ذوي العقول السليمة والهمم العالية والأوقات المستثمرة.. الذين تذكöرك بالله رؤيتهم ويزيد في علمك منطقهم ويذكöرك بالآخرة عملهم.. الذين تحيا القلوب بذكرهم وإن كانوا أمواتا لا من تموت القلوب بمخالطتهم وهم أحياء.
وتذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تزول قدما عبúد يوúم الúقöيامةö حتى يسúأل: عنú عمúرöهö فöيما أفúناه وعنú عöلúمöهö فöيما فعل وعنú مالöهö مöنú أيúن اكúتسبه وفöيما أنúفقه وعنú جöسúمöهö فöيما أبúلاه) رواه الترمذي وقال:حدöيث حسن صحöيح.
أشد حرمة
من جانبه تحدث العلامة مصطفى الريمي عن حرمة متابعة المواقع والقنوات المخلة بالآداب والأخلاق فإذا كانت محرمة في غير رمضان فهي أشد حرمة في رمضان ومن عرض عليه شيء من ذلك دون قصد منه فعليه أن يتقي الله تعالى ويصرف بصره كما أنه يجب عليه إغلاق هذا الموقع ثم إن تطلع النفس إلى رؤية مثل هذه الأشياء مدخل من مداخل الشيطان لفتنة القلب والأخذ بصاحبه إلى الوقوع في الفواحش وقد قال الله تعالى: “يا أيها الذöين آمنوا لا تتبöعوا خطواتö الشيúطانö ومنú يتبöعú خطواتö الشيúطانö فإöنه يأúمر بöالúفحúشاءö والúمنúكرö”.
مبينا: إن الخسران المبين أن يعيش الإنسان بلا هدف في حياته ولا غاية مرضية بل نجد أن حياته مملة أشبه بالروتين القاتل حيث يقضي بعض الناس على أنفسهم بهذا الفراغ ويجعلهم يجيدون فن