التهاب فم المعدة والقرحة الهضمية في الشهر الكريم

الثورة

للمعدة وظيفة تؤديها بمرونة واقتدار ولكن قد تنطوي أعباء ومشاق كبيرة تؤثر سلبا على صحتها وأدائها للهضم متى عمدنا إلى الإسراف في الطعام والشراب أو تناولنا أغذية يصعب هضمها.
إنها مشكلة تبرز كثيرا عند الإفطار في رمضان عقب ساعات طويلة من النهار نقضيها مع الصيام والنتيجة نحصدها عند الشعور بالفتور والإعياء والضيق بسبب التخمة فكيف بحال الصائم- إذن-
لو كان يعاني التهابا في فم المعدة أو قرحة هضمية¿!
ننصرف عن العمومية لتناول الإشكاليتين(أي التهاب فم المعدة والقرحة الهضمية) كونهما مصدر إنهاك للمعدة وتنغيص لراحة الكثيرين وذلك في سياق ما تحدث به الدكتور/عبد الواسع المجاهد- استشاري أمراض الباطنية مشمولة بنصائح صحية قيمة ومفيدة حيث قال :
• ليس هضم الغذاء بالمعدة باليسير إذا ما حشونها حشوا وكدسنا فيها الطعام ثم أتبعناه بدفعات كبيرة من الماء أو أحد المشروبات إنما بالقليل من الغذاء الصحي والتروي في تناوله نعزز حماية هذا العضو الحيوي الهاضم للغذاء ونصونه من الأضرار.
ولكن- للأسف- شغل البعض حبه للطعام وملئ المعدة وإتخامها منه دون تمهل قد شغلهم حبهم للطعام عن التفكير بمدى الأذى والضرر الذي يضر بها نتيجة هذا الإسراف فما فقده الجسم أثناء الصيام محال أن تعوضه التخمة أو تكون حلا أمثل للحصول على ما نشتهيه ويشبع رغبتنا بالطعام .
•إن عسر الهضم الذي يلازم الشخص بسبب تناوله الغذاء بتلك الكيفية يزداد تأثيره ووطأته فيفقد معه الشهية ويشعره بالإعياء أو الغثيان والقيء وكذلك بضيق بسبب الامتلاء الزائد مصحوبا بانبعاث الغازات و(البشم) وقد يصل الحال بالمتخم إلى إحساس بمغص ينغص عليه ليلته.
بيد أن هذه الأعراض تزول دون أن تستمر ليوم آخر متى اعتدل الإنسان في تناوله لطعامه وشرابه ولم يسرف.
أما إذا استمر في الإساءة إلى جهازه الهضمي وإتخامه بالغذاء لاسيما في شهر رمضان وقد قضى طيلة أيامه المباركة في صيام اعتادت فيه المعدة على الخواء والراحة فإن ذلك يزيد في إنهاك المعدة كثيرا فتفرز كمية كبيرة من الحامض المعدي لتتمكن من الهضم وشيئا فشيئا – مع إفرازها للحامض باستمرار- يتأثر فم المعدة – بمرور الوقت- فيلتهب بفعل زيادة إفراز الحامض المعدي وتقل كفاءته في منع ارتجاع هذا الحامض إلى المريء مولدا إحساسا بالحرقان في هذا الجزء من المعدة والمريء بل ويولد شعور بالضيق – أحيانا- إذا ما وصل الحامض إلى الحلق والفم.
• قد يختلط الأمر على المريض بقرحة هضمية لشعوره ببعض الأعراض المغايرة أو لعدم شعوره بأعراض الإصابة فلا يدرك أنه مصاب كسوء الهضم أو الحموضة و نجد أن أكثر أعرضها ظهورا:-
– آلام في الموضع الواقع بين عظم القفص الصدري والسرة لدى المصاب بقرحة اثني عشرية تبدأ بعد (2-3 ساعات) على تناول الطعام.
-آلام يشعر بها المصاب بقرحة المعدة تزداد لدى تناول الطعام إلى جانب فقدان الشهية وانخفاض الوزن والدوار والتقيؤ.
-المعاناة من آلام حادة في منطقة أعلى السرة من شأنها أن توقظ المريض من النوم باكرا في الصباح وأسهل طريقة للتخفيف منها شربه للحليب المنزوع الدسم أو تناوله للطعام.
• لا يمكن تيقن الإصابة بالقرحة الهضمية ومناط بالطبيب المختص تشخيص المرض بعد شرح المريض بوضوح للأعراض التي يعاني منها وقد يتطلب التشخيص منظارا لتحديد نوع القرحة ما إذا كانت في المعدة أو في الإثني عشر .
ومن الممكن أن يطلب الطبيب فحصا مخبريا للتقصي عن الإصابة ببكتيريا(هيليكوباكتبر بايلوري) .
• ثمة علامات تحذيرية معينة يجب على المصاب بقرحة هضمية معرفتها تلزمه – على الفور- مراجعة الطبيب حرصا على عدم تدهور صحته كحال حدوث:-
– تقيؤ دموي قد يظهر القيء فيه على شكل رواسب القهوة.
– ظهور الدم في البراز أو تحول لون البراز إلى الأسود الغامق.
– الشعور بآلام شديدة مفاجئة في البطن.
وتعطي هذه العلامات دلالة كافية على وجود مضاعفات خطيرة كوصول القرحة إلى وعاء دموي مسببة نزفا دمويا أو أنها ناتجة عن انثقاب جدار المعدة أو جدار الاثني عشر.
وللقرحة الهضمية- أيضا- مضاعفات أخرى أهمها:
– التحول السرطاني للقرحة.
– انسداد القناة الهضمية في المنطقة الرابطة بين المعدة والاثني عشر وهي مشكلة يمكن ظهورها بعد اندمال القرحة ويتشكل نسيج ليفي مكانها مما قد يسبب انسداد مجرى الطعام في مخرج المعدة ينتج عنه أعراض انسداد القناة الهضمية مثل القيء المستمر وانتفاخ البطن.
• من المهم متابعة علاج القرحة الهضمية حيث تتم معالجة الإصابة بالقرحة المصحوبة ببكتيريا(هيليكوباكتر بايلوري- H.pylori) بإعطاء المصاب عقاقير تتضمن مضادات حيوية للتخلص من هذه البكتيريا وأدوية أخرى تقلل من إنتاج حامض المعدة لتسريع التئام

قد يعجبك ايضا