إبحار في مجموعة (إبحار )

ثابت المرامي


ثابت المرامي –
إرتكزت قراءة النص الأدبي قراءة إجتماعية على محور العلاقة بين الأديب المبدع وبين النص وأن كلا منهما مفتاح لفهم وقراءة الآخر, ليهتم بدراسة الواقع الإجتماعي وإشكالياته وقضاياه , وأن نفس المبدع كالمرآة تعكس صور الحياة والأحداث , يستقبلها الأديب كغيره من البشر, ولكنه لفرط حساسيته ورهافة مشاعره تنصهر في داخله ويعيدها إلينا بصورة أخرى, تماما كالنحلة التي تمتص رحيق الزهر فتحوله إلى مادة مغايرة هي العسل . وهذا ما فعلته الكاتبه نبات السماوي في مجموعتها القصصيه , إمتصت إشكاليات مجتمعها فصهرتها وحولتها إلى شيء مغاير للمألوف, أغواره بعيدة تحوله من العادي الى المدهش , وتأخذ من صورالحياة أبسطها تعبر بواسطتها عن رؤيا عميقة , وبقدر ما يكون موضوعه بسيطا وعاديا بقدر ما يكون تأثيره أفعل لدى المتلقي, لأنه بعيدا عن الخطابي والمباشر الذي تكرهه النفوس عادة . فيكون كالموسيقى المنبعثة من الآت فائقة الصنع تنساب الى داخل النفس على مهل دون جلبة أو ضجيج , فقد نهلت المجموعة القصصيه (إبحار) من مستويات ومشارب شتى ومن ثيمات ومحاور دلالية تترجم لنا تداخل الاجتماعي والإنساني داخل المجموعة السردية  وإنصهارهما فنيا ومرجعيا  في بوتقة موضوعية واحدة إرتكزت إلى أشكال مختلفة شملت حكايا ذات بعد فلسفي .تتجه بالنصوص إلى تكثيف اللغة لتعميق دلالات النصوص خاصة أن مجال القصة لا يدع للمبدع مساحة نصية للمناورة بين النصوص وبين المعجم اللفظي فبدتú النصوص مشدودة زادت في تعميق دلالة المعنى لتبدو جمالا يتوارى خلف ضباب الكلمات ..
وقبل الحديث في النصوص لا بد لنا من الوقوف سيميائيا على ثيمة الغلاف الذي جاءت ألوانه مرتبطه بالبحر والسماء الذي يدل عادة على كل ما هو فسيح وممتد في الأفق . وهو لون ممتد عبر الزمان الامتناهي . عبر الفضاء الرحب . فضاء البحر وأمواجه العاتيه والمضطربه كإضطراب الأشخاص في حياتهم . التي تتصارع فيما بينها من أجل تحقيق غد أفضل . كما يعني إمتداد الأفق والفضاء الرحب للسماء والبحر . مصير مجهول . أو مصير غرق كما حكته قصة إبحار في النصوص ولون البحر وهيجانه والسماء ورياحها القوية تبين أنها دلالات مليئه بالمفاجات السرديه تشير الى الحياة الصعبه , وضنك الظروف المزريه . فالذلك استخدام القاصه للشكل الغلاف لم يكن إعتباطيا . بل وظفته توظيف سيميائي , الهدف منه إثارة إنتباة القارئ يعمل رغبه قويه تحدثه الألوان تجاة النصوص , يتوسط الغلاف اسم الكاتبه وتحته مباشرة اسم المجموعه القصصيه (إبحار) باللون الابيض. ويعني اللون الابيض الامل والتفاؤل يرمز للنقاء الصدق والإخلاص الفرح والضوء. والابحار دائما ما يكون ضد التيار وضد الامواج العاتيه , وهذا يعني ان الغلاف يدلف بنا لفهم معاني نصوص المجموعه القصصيه وهو صراع ضد التيار وتعني الكلمه أيضا القوة والثقه بالنفس والتوجه نحو الصعب إستخدمت الساردة في العنوان .  النموذج العضوي  وهونموذج العنوان المنتقى من بين النصوص المتضمنة في المجموعة القصصية   فيتماشى مع تقنيات الكتابة السردية ذات التوجه الانفتاحي في السرد. وبقراءتنا للعنوان نستطيع أن نقف على مؤشرين دالين على موضوعه وهو(البعد الاجتماعي) و(الكتابة القصصية). فهذان المؤشران يوحيان لنا بتوظيف المنهج الاجتماعي في دراسة مجموعتها القصصيه و إستخلاص نوبات الذات والإندماج الكلي في المضمون الاجتماعي بدءا من
1- قصة عبور تفسير الرؤى الشعبية والتي على ضوئها تكونت الكثير من العادات  والتقاليد في المجتمع و الدلالات المخفية من الميثولوجيا  في الحكايات الشعبية ربط قدم الحجار بقدم الافكار الموروثه والشخصيات . لتنهيها بحادثه تمحي تاريخ الامم بسيل عرم او زلزال طبيعي .
2- قصة اكتشاف ..تكشف الكاتبه كثيرا من القضايا التي تتعلق بالمرأة في علاقتها بالرجل الذي لا يتردد في إتخاذ الموقف المناسب لاستغلاله ورمي شباكه من أجل إقتناص الفرص الشبقية. يستدرك الحديث معقبا انك تمتلكين كل مقومات النص .القاصه بهذه الجمله بينت أي نص يريد ويصفق له تستأنف رحلتها الى العلالي وذات سدرة سوداء .سقطت الى ما تحت قاعة البردوني العامه . والكاتبه بهذه القصه تنزل بالقارئ إلى حضيض المجتمع لتستمد منه لوحات قاتمة تفضح الأفكارالملوثة عند اكثر النفوس الذكوريه فكانت نهاية تشجيعه الموت لها بعد ان قرأ النص الذي يريد .
3- مكلف … ومن خلال لغة الحوار بين شخصيات القصه تغوص الكاتبة في أعماق الشخصيات الفنية وهدفها من ذلك الكشف عن مغزاها النفسي  وتجردها من مكنوناتها لتبين مجتمع لم يرضى عن المرأه بجميع أشكالها . منقبه . ذات رداء واسع . مغطاة تماما . متعلمه . جاهله , وهذا أسوء أنواع الإمتعاض لإنسانيتها. وبعد أن جاء رد المدافع عنهن الدكتور وليس ببعيد عن الفكره نفسها ليرفع صوته .. مكلف مكلف اكثر منكم فهما

قد يعجبك ايضا