عن أزمة النفط وسيارة لكل مواطن
أحمد الكاف

حقيقة الإنسان هدف التنمية فلاتنمية بدون إنسان والعكس وتنمية الإنسان تتمثل بتوفير متطلباته الأساسية الغذاء الأمن الدواء وكافة مشاريع البنى التحتية ومن ثم توفير سبل الحياة الكريمة وتأتي الكماليات في المرتبة الأخيرة هذه هي تنمية الإنسان.
بيد أننا شعب فقير ومن الشعوب الأقل نموا الأكثر إتكالا ونوما كنا ننتج ونصدر واليوم نأكل ونتآكل ونستورد صناعيا من الإبرة للصاروخ وزراعيا من القمح وحتى الثوم ونصدر البترول ونبيع الغاز ونشتري مختلف أنواع مشتقاته.
كنا وكلاء تصدير ومن ثم استيراد وتصدير واليوم استيراد فقط في حاجة نحن فخورون بها وبالاستثمار فيها طبعا ليس التعدين أو الاستصلاح الزراعي أو الإنتاج السمكي فخورين بأننا شيدنا عشرات المصانع لإنتاج أكياس النيلون وبأننا حققنا المرتبة الأولى عالميا في إنتاج واستهلاك أكياس النيلون ولدينا بمعدل 3 مصانع للنيلون في كل محافظة طبعا مضروبة في 21 ولكم أن تتصوروا الإجمالي وما خفي كان أعظم كما أننا نتباهى بأننا ننافس أرقى دول العالم في إنتاج وتعبئة المياه المعدنية بل واستهلاكها ونبحث عن مسميات جديدة لها بعد ان عجزنا عن إيجاد أسماء جديدة من كثرة ما لدينا من مسميات لها طبعا كل استثماراتنا تحت بند الربح السريع وهناك اليوم موضة جديدة تثبت أننا شعب رفاهي وهي افتتاح مئات المطاعم الفاخرة وللتأكيد على هذه الرفاهية المزيفة ننافس الآخرين في استيراد السيارات المستعملة والحديثة مع أننا شعب فقير وشعب متعدد الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ففي الوقت الذي نعاني من أزمة وقود حادة لم نتمكن من حلها أو إيجاد الحلول لها الآن وارداتنا من هذه السيارات تزيد على 10 آلاف سيارة وشاحنة سنويا ولا أبالغ إذا قلت أكثر وما طوابير السيارات وبالكيلو مترات أمام المحطات إلا اكبر دليل على ذلك أما معارض السيارات فحدث عنها ولا حرج فعد
دها بعدد الحارات والشوارع في عواصم المحافظات وحتى المدن الثانوية وهذا كله لنثبت للعالم بأننا بخير وفي نعمة وحكوماتنا السابقة حققت برامجها وخططها ¿.
حاولت ذات يوم الحصول على معلومات عن إجمالي استيرادنا من السيارات المستعملة وقطع غياراتها فلم أتمكن حيث ولسان الحال استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لكن من خلال الاستبيان عن الأمر أدركت حجم الواردات ومن خلال أزمة النفط الخانقة التي نعانيها وكذا المعروضات من السيارات وساحة ميناء الحديدة والذي تحتل السيارات 70%منه.. فبالله عليكم كم نخسر من الدولارات سنويا على شراء السيارات وصيانتها وتشغيلها في وقت يعاني المواطن والوطن أوضاعا اقتصادية صعبة وأيها أولى لقمة عيش هنيئة ومشاريع بنى تحتية لمواطن مازال يأمل في تحقيقها منذ زمن أم سيارات وكماليات أضرت باقتصادنا الوطني وأفقدت المواطن الأمل من تحسين ظروفه المعيشية والخدمية.