ويسألونك عن رمضان
عبدالعزيز شمسان

مقال

* أعتقد أن التلفزيون قد لعب دوره في إفساد الأجواء الروحانية لشهر رمضان, خاصة المواد الإعلانية والدعائية التي تستثير ذائقة الناس وتفتح شهيتهم لكل ما لذ وطاب من الأطعمة وكلا بحسب قدرته الشرائية ومستوى تأثير قنوات التلفزة عليه والنتيجة انقلاب في المفاهيم والوعي لدى عامة الناس.
واليوم إذا خرجت لتسأل الناس عما يحتاجونه في هذا الشهر الفضيل¿
فسيردون عليك بصوت واحد “وضع ضابط للأسعار وتوحيدها والحد من جشع التجار ووضع آلية رقابية عليهم, تضمن الالتزام بالأسعار المحددة”.
والسؤال الآن ونحن على أبواب هذا الشهر الفضيل هو ومع أهمية وضع ضابط للأسعار: ما الذي يضمن هنا جودة المعروض من مواد تموينية وغذائية, وموافقة هذا المعروض لمعايير الجودة, سيما وأننا نتحدث هنا عن صحة وسلامة المواطن, وهل لدينا أصلا في هذا البلد هيئة مستقلة فاعلة تعنى بشئون ومتابعة الالتزام بمعايير المواصفات والجودة¿
* ولأن الشيء بالشيء يذكر, فهل تضمن الدولة هنا التوفير الدائم لأسطوانة الغاز في هذا الشهر الفضيل لأن الحديث عن التموين الغذائي وضبط أسعاره دون حضور أسطوانة الغاز بشكل دائم ومستمر يصبح ضربا من ضروب الترف في الحديث.
لتأتي أهمية الجمعيات الخيرية ودورها الهام والمحوري في رفد العديد من الأسر الفقيرة وإمدادها بما يسد رمقها والاحتياجات الضرورية الخاصة برمضان.
وهل نجحت هذه الجمعيات في رسم خارطتها للمناطق الأشد فقرا والأكثر عوزا في اليمن, وقد تراكم عليها الدهر وشدت في صلابة عودها الخبرة¿ أم أن المسألة ستظل تأخذ منحى الأقربين أولى بالمعروف ليتم توزيع خيرها على من تفيض حاجتهم عن استيعابه وتركيز مناطق التوزيع على جوارها بما يحرم المحتاجين الحقيقيين من الإفادة من هذه الجمعيات.
* الكهرباء, وهي الأهم في هذا الشهر الفضيل فبدونها لا تقوم قيامة طبيعة له ومن دونها تحيل حياة الناس إلى جحيم لا يطاق.
ما الذي ستفعله الحكومة لتأمين تدفق ثابت للكهرباء خصوصا حين تعز فيها الحاجة للكهرباء كما حدث في شهر رمضان خلال السنوات الماضية¿ إذ كانت تحظر الكهرباء في غير أوقات الحاجة إليها !!
والحديث هنا عن توفير الكهرباء خلال أوقات تحضير الطعام وحتى ما بعد العشاء ومن ثم حضورها في أوقات السحور وحتى صلاة الفجر.
أقول هذا بافتراض أسوأ الاحتمالات وهو تدمير الكهرباء خلال هذا الشهر, فالتجارب علمتنا أن نكون متشائمين, وبتعشم أن تعمل الدولة حينها على ضمان توفير الديزل للمحطات الفرعية وتشغيلها في الذروة.
فهل يا ترى ستفي الحكومة بالتزاماتها وتقوم بواجباتها تجاه المواطن أم أنها ستتعامل مع الوضع السيء الذي تعيشه معظم الخدمات الأساسية, بالصمت وعدم المبالاة كما فعلت من قبلها الحكومات السابقة فتكون النتيجة أكثر كارثية مما كانت عليه في السنوات الماضية, على مختلف مناحي الحياة وشؤونها¿!