عبد الله سعد ..

عبد الرحمن بجاش


ذات لحظه همس في اذني: ( تقدر تقع رجال ¿¿ ) , ابتسمت وقلت : نجرب يابن سعد , قال : أتحداك تتصل بفلان , وفلان كانت الاتصالات بيننا قد قطعت لسبب لا اعرفه إلى اللحظة , المهم أنني لم اتصل بذلك الفلان بل ذهبت إليه وسلمت وعدت إلى أين كنت اجلس ,علق عبد الله في أذني ( زدت علي ) , أهم ما تعلمت من عبد الله سعد أو (محيي الصحف وهي رميم) حسب رشيدة القيلي إذا لم تشخ ذاكرتي أن أكون إنسانا , وهو لم يكن إنسانا عاديا بل إنسانا استثنائيا يعرف كيف يحن على الزميل والصديق والمحتاج , وكان رجلا تعلمت منه مهاجمة الآخر وهو راكب على فرسه فإذا نزل وضع هو سيفه جانبا ليتقدم بن سعد الإنسان ويواسي ويعيد ما انقطع , كان أيضا قادرا على العفو والمسامحة , لكنه لا يترك حقه ابدا , بعد كل هذه السنوات غياب جسد … حضور فعل في الأعماق ,لا يهمني أن اعرف كم هو عددها , ما يهمني أنني خسرته خاصة في هذه اللحظة والسوق حامي !! , وهو فارس كل الأسواق , إذا بردت حماها وحماها , وإذا حميت يحرص على ألا تثور وتحرق رجلي واطيها !! , كنا إذا اجتمعنا في أي نشاط عام همس في أذني ( احمي السوق ¿¿) فأشير إليه بهزة من راسي , فيرمي إلى الوسط بكلمة , بعبارة , بسؤال , ويمسكني من يدي : (سيب …….ينزلوا حطب ) خبرهم سيأتي إلي إلى البيت . في مثل هذه اللحظات الفارقة التي لا يصمد فيها سوى من معادنهم من ذهب تكون هذه البلاد بحاجه إلى رجال من حجم بن سعد يعرفون كيف يختلفون مع الآخر , يعرفون كيف يديرون معاركهم بوحي من اخلاقيات رفيعة , لا يغدرون, ولا يخونون, ولا يتآمرون, ولا يأكلون على المائدة ويتبولون عليها, يتآمرون حتى على اقرب قريب في سبيل الفوز بغنيمة ما تتحول مع مرور الوقت إلى جيفة في بطونهم, وطننا يحتاج الآن إلى رجال كبار مثل عبد الله يعرفون كيف يصطفون من اجله , من اجل الدولة , وليس من اجل مكاسب شخصية , رجال يعرفون كيف يفرقون بين الوطن والشخص , بين الو طن والمصلحة الشخصية , كان عبد الله سعد رجلا من طراز نادر يواجه ولا يطعن في الظهر مهما بدا لمعان المكسب مثل سراب الماء , وكان مهنيا مقتدرا يعرف كيف يسوس الكلمة ويوظفها في سبيل مبدأ لا ينفصم عن مصلحة وطن , الآن الآن وليس غير الآن علينا أن نذكر بقيمة وقيم , قيمة لا تزال تهدي الحائرين من أنقياء النفوس إلى الأفق , قيم يعمل من يعمل على إهدار قيمتها فالوطن بالنسبة له مجرد رقم يضاف إلى أرقام , يكون جديرا بنا الآن بوحي من رجولة رجل أن ندعو إلى أن يصطف الرجال إلى جانب الرجل لنكمل ترميم ما خرب من غرف البيت , حري بالعقلاء والكبار والصامتين والمترددين أن يسجلوا الآن وليس غير الآن موقفا لا لبس فيه مفاده أن كل رجل كبير يصطف إلى جانب عبدربه منصور هادي طالما وهو يقود السفينة إلى مرفأ الدولة التي لا نريد غيرها , وأنا بوحي مما أحس انه روح عبد الله سعد تقول : لا تتركوا الرجل وحده الآن الآن ……أقول أيضا أن كل مواطن معه فقد تعبنا من غيابها ….. ويا عبد الله سعد السوق حامية يا صاحبي لكنك تركتنا وذهبت ….روحك ترفرف فوق رؤوسنا تذكرنا بان الوطن يستحق التضحية , وهذا ما لا يعرفه من ظلوا يغرفون …ويقاتلون الآن من اجل مزيد من الغثا ….لكننا بالكلمة يا صاحبي نقاتل من اجل عيون الوطن ….هذا بعض مما تعلمنا منك أن الوطن فوق الجميع ……عليك سلام الله يا صاحبي ….

قد يعجبك ايضا