إلى وزير الإعلام

حسين محمد ناصر


في البدء انقل إليك التهاني الحارة بمناسبة اسناد وزارة الإعلام إلى شخصكم الكريم في خطوة إيجابية للغاية أعادت للمهنة الإعلامية مكانتها بتعيين كادر مجرب وصانع للخطاب السياسي والإعلامي في الوطن ينتظر منه الجميع تحقيق النجاح المأمول لحركة الإعلام اليمني بمختلف أنواعهوانتماءاته.
إننا نطمح أيها الزميل العزيز أن تبدأ مهامكم الرسمية في هذا الظرف الصعب بتشكيل لجنة تحضيرية عليا تضم نخبة من كبار الإعلاميين المعروفين الذين لا يطعن أحد بانتمائهم العميق إلى المهنة وتجاربهم في إطارها وعطاءاتهم وخدماتهم الجليلة لها تعهد إليها الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الأول للإعلام اليمني الذي أضحى عقده مهما ومطلوبا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
أما لماذا المؤتمر.. وما هي المهام التي سينجزها والدراسات والوثائق والتجارب المهنية التي سيقف أمامها ومن المفترض مشاركتهم في جلساته.. فمعاليكم أدرى وأخبر بالإجابات الصائبة لهذه الأسئلة!!.
في السودان.. عقد ذات يوم من أيام 91م “مؤتمر قضايا الإعلام” قدمت فيه أوراق عمل متعددة شملت كل ما يختص بقضايا سياسات وتجارب الإعلام هناك وحددت ما هي صعوبات الإعلام والتحديات والحلول وخرج المؤتمر بمجلس أعلى للإعلام ومجلس الصحافة والمطبوعات.. وكان من نتائجه أيضا صدور قانون الصحافة السوداني عام 1993م ووضع إستراتيجية إعلامية للدولة وخطط تفصيلية لتنفيذها على صعيد الوزارة ومؤسساتها وقد استفاد من كل تلك المخرجات وزير الإعلام هناك بحيث استطاع أن يرتب أولويات وزارته ومؤسساته ويعيد خططها وبرامجها.. وينتقي قبل كل ذلك الكوادر القادرة على تنفيذ ما يرنو ويسعى إلى تنفيذه من مهام وواجبات إعلامية مستمدة من برامج الدولة وسياساتها العامة واستطاع أن يجعل أو يخلق في كل مؤسسة إعلامية وفي كل دائرة من دوائر وزارته وفروعها.. وزيرا مصغرا للإعلام يعي ماذا ينبغي عليه أن يعمل ويخطط وينفذ من مهام عند كل ظرف أو مرحلة دونما انتظار لتعليمات أو تعاميم من مسؤول أعلى أو جهة ذات علاقة.
لقد جاء المؤتمر العام الإعلامي ليساعد وزير الإعلام في تنفيذ مهامه الأساسية والتي ترتبط إلى حد كبير بمدى استيعاب كوادره العليا والمتوسطة والتحتية في الوزارة ومؤسساتها لخطته ومشاريعه وتوجهاته العامة التي يأمل أن يجد لها طريقا على أرض الواقع ومن وحي مقرراتها وتوصياتها انشأ الوزير (هيئات البث) واسند لها مهام الإشراف على ما يعتمل من نشاط في إطار الإذاعات والتلفزيون سواء في المركز أو المحافظات أو الأقاليم تشرف وتراقب وتخطط للأنشطة الإذاعية والتلفزيونية وتقيم مستوى أداء كل أداة من هذه الأدوات الإعلامية .. وتعينه على مهامه على هذا الصعيد بكفاءة عالية ولعل أهم ما يجب أن يخرج به (المؤتمر الأول للإعلام اليمني) هو وضع إستراتيجية إعلامية عامة وميثاق شرف للإعلام وبدون الإستراتيجية لا نتوقع أن يشهد مجال الإعلام التطور المأمول والمرجو.
يقول الإعلامي شفيق عبيدات متحدثا وكاتبا عن تجربة الأردن الإعلامية في عام 1965م بدأ الأردن بإعداد إستراتيجية إعلامية هدفت إلى تطوير أداء الإعلام الرسمي وتعزيز قدرته للدفاع عن الوطن وإنجازاته ومكتسباته والوقوف بكل جرأة وصلابة أمام الذين يحاولون التطاول على وطننا الأردن منتقدا الأسلوب الذي كان متبعا هناك والتمثل بإلغاء كل وزير إعلام جديد لخطط وبرامج الوزير السابق ومعيدا ذلك إلى غياب الإستراتيجية الإعلامية الشاملة مرجع كل الوزراء الإعلاميين ومؤسساتهم.
وحدد الكاتب خمسة مهام يتطلبها أي جهاز إعلامي للنجاح هي الإدارة المؤهلة والمجربة والكادر البشري المدرب جيدا ومساحة من الحرية لا يتدخل بموجبها أي إطار تدخلا مباشرا بشؤون الإدارات القائمة على الإعلام وكل هذه المهام ستكون مدرجة تلقائيا في أي إستراتيجية يقرها مؤتمر الإعلام اليمني المقترح.
لقد جاء الأستاذ نصر طه مصطفى في ظل وضع صعب في مختلف المجالات والأصعدة تقف أمامه تحديات كبيرة يجب على جميع الإعلاميين الوقوف إلى جانبه لتجاوزها أو على الأقل التخفيف من حدة إفرازاتها وسيكون عليه مهمة إجرائية أولية لا بد منها وهي إعادة ترتيب أوضاع المؤسسات الإعلامية الرسمية بشكل وكادر أفضل وخاصة قنوات التلفزيون والإذاعات وهي الأدوات التي لا تذكر في مجلس أو مقال أو بحث ما إلا وتذكر معها وزارة الإعلام وعبر أدائها ومستواها تأتي تقييم أداء الوزارة أكان ذلك التقييم سلبيا أو ايجابيا.
لتتكاتف كل الجهود لتجنيب الوطن ويلات التمزق والدمار والفتن .. وليعمل الجميع من أ جل بنائه وعزته وسعادته (التهنئة موصولة للأخ الخطيب فؤاد الحميري لتعيينه نائبا للوزير).

قد يعجبك ايضا