تصوير مشهد
محمد المساح


لا شيء في هذه السقيفة سوى أشعة شمس ما بعد الظهيرة الساكنة بعض الظلال التي أستلقت على أطراف السطح حيث وجد تناغم واضح ما بين الظلال والضوء الساكن اللا مبالي وفي ذلك الضوئي.. كان يتمدد حبل الغسيل متدليا في فضاء السقيفة فارغا من الثياب.. وظلت الملاقط الخشبية وحدها تتوزع ما بين المسافات في الحبل يحركها الهواء.. وتبدو بمصائرها هناك كالجراد المشنوق.. وعلى غير توقع دخلت المشهد قطة سوداء اتجهت رأسا إلى زاوية السقيفة تسلقت «جونية» البقايا.. وبعزيمة وإصرار دست أنفها في مدخل «الجونية» وعضت بأسنانها على كيس بلاستيكي أسود مربوطة أطرافه ونزلت به وآلتوت خلف الجونية في فراغ لا يرى غابت من المشهد لكن صوت هسيس الكيس البلاستيكي كان بالمقدور سماعه وتصور كيف أن القطة وجهت له عدة ضربات بمخالبها ودهلت في مدراجة محتوياته.
خارج السيناريو
في غمرة التأملات والتصورات تلك انفلتت السيجارة المشتعلة على ما بيدو بعد النفثة الأولى من حافة المنفضة وأحرقت بكل هدوء وعلى قدر طولها تماما حتى انتهت..
انتهت اللحظة لكن صوت هسيس الكيس البلاستيكي كان لا يزال مسموعا من وراء «الجونية» في الفراغ الذي لا يرى.. أكيد أن القطة السوداء ما تزال تدارج المحتويات وبمثابرة وعناد.
