التهديدات القاتلة ..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


شيء ما يتآكل بداخلنا يوميا, نتبادل نظرات صامته لا ندري معناها, ما ندركه جيدا أن الأيام تتفاقم لصالح الأوغاد والأخطاء وتلك التهديدات القاتلة, تعبر من أمامنا فسحة الاغتيالات التي لا تتوقف, يسقط الشرفاء ويكاد أن يلحق بهم آخرون أخطأتهم اللحظة ولا شيء غيره, الطلقات المميتة تتجول في المدينة على نحو مفزع, عصابات مشؤومة لازالت تسرح وتمرح, تمارس مطارداتها ومغامراتها الغبية, لا تفسير لما يجري سوى أننا نعيش معضلة بلد يتجاوز خط التماس ولا يفكر بالعودة, ولا تفسير لمحاولة اغتيال اقتربت هذه المرة من الوزير أحمد بن دغر وكادت أن تسقطه, هكذا هم أعداء الوطن يبدون ممتلئون بالحقد, وهكذا هو حظ الشرفاء ومن يمتلك مشروعا ناهضا يحاول أن يغير معادلة التعثر .
متى سنراهن على عقل السياسي ونزاهته, دون أن نمارس ضده رسائل التهديد القاتل, وسيلة الضغط الدنيئة والرد الذي يلجأ إليه الأغبياء في مواجهة مشروع أو فكرة ناجزة حتى لا نلامس جمال النجاح في حياتنا أيا كان ذلك النجاح الذي بالإمكان أن يظفر به الوطن على حساب نقطة واحدة من المخزون الهائل للدنائه والدونية وللمصالح البليدة, وللشخوص المتحجرة بإلحادها لكل ما يتصل الوطن الأكبر منهم سمو ورفعة, ما تعرض له بن دغر ليس استثناء وإن كان الرجل بصدد إنشاء شركة تعود للشعب, وتلمح بالاقتراب من أولئك الشخوص المتخمون بالثروة, إنها التهديد القاتل الذي يعج بالمكررين ويطفوا على السطح, تتفاقم تلك الانتقاءات بصورة فاحصة كواحدة من معضلاتنا الأخلاقية التي نشكو منها ونحن نقف على نقطة الاختبار الأخلاقي في ظرف بالغ السوء ..
مفارقات لا تتشابه وأشياء كثيرة تتكالب على هذا البلد وتستمر في البقاء بلا خيارات وبلا حلول, وعليك أن تتدرب على الصمود, كما لو أن الصمود يمثل أكبر تحد لنا وما عدا هذا ترف, كل ما يمر عليك جزء من ذلك الصراع, حتى وأنت تتهيأ لخطبة الجمعة هربا من سخط العيش وضجيج الحياة اليومية البائسة وسطوتها المقلقة, لتكتشف أن خطيب الجمعة وخطبته غارقان أكثر منك, لن يفهمك أحد وأنت تحبس أنفاسك وتمنيها بفرج قريب ..
تأمــــلات …
البحث عن وطن بديل ..
غربة فضفاضة
أي وطن آخر ..
يشبه دفء البلد الكبير
ذلك الوطن الذي هتفنا به طويلا ..
كنا صغارا
ومن حولنا الكبار يحدقون بصمت
لم نكن نعلم ..
أن خلف هتافاتنا
تناقضات
وخصوم
ومعارك لم تبدأ بعد .
a.alnageeb@yahoo.com

قد يعجبك ايضا