الرئيس هادي القائد الجدير بالثقة ..

سالم باعلوي


سالم باعلوي –
في مطلع مايو الفائت كانت قطاعات واسعة من أبناء حضرموت المتحمسين لقيام إقليمهم ” إقليم حضرموت ” تتوقع وصول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية للمكلا مع طليعة نخبة من كبار القيادات السياسية والكوادر التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني وذلك – كما قيل حينئذ– لإعلان تدشين إقليم حضرموت رسميا وشعبيا : غير أن رئيس الجمهورية ببصيرته الثاقبة أدرك مكانة الأمن والاستقرار لدى الحضارم بشكل خاص فأجل الزيارة – كما أعلمني بذلك مصدر مطلع – إلى وقت لاحق تكون فيه ( الظروف ) مواتية وقد كانت عندئذ المعارك مع عصابات الإرهاب في ابين وشبوة في أشدها فاستنتجت ان فخامة الرئيس كان مشغولا بمتابعة مجريات الأمور وسير المعارك ونتائجها .
وقد علمت فيما بعد عن مصدر مقرب بأن الرئيس يولي أهمية خاصة أيضا لاجتثاث المسببات والاختلالات الأمنية في محافظة حضرموت بصفة عامة وعاصمتها المكلا بصفة خاصة : وليس خافيا على الجميع ما اكتوى به الجنوب بصورة عامة ومحافظة حضرموت بصورة خاصة خلال العقدين الماضيين من انفلات امني وانتشار الفساد ونهب للأراضي والاستيلاء على الوظيفة العامة والامتيازات وتسريح للجنوبيين من الجيش والأمن وإهدار الثروة السمكية والنفطية وكان ذلك عاملا أساسيا لعزوف المستثمرين عن الاستثمار في اليمن .
وقد كانت جماهير محافظة حضرموت تتابع باهتمام كبير ما يدور وما يتم تداوله في مؤتمر الحوار الوطني بعد ان لوحظ انسداد الأفق السياسي للمشاريع الأخرى التي طرحت على صعيد القضية الجنوبية وإخفاقها في جذب اهتمام دول الجوار وكذا الدول ذات النفوذ في مجلس الأمن.
كما ان إخفاق الحراك السلمي الجنوبي في إفراز قيادة سياسية موحدة ومؤهلة تتخاطب مع العالم الخارجي كان له الأثر السلبي الذي دفع بالجماهير إلى البحث عن حلول عملية ومنطقية لمشاكل وأزمات البلد عامة والقضية الجنوبية بصفة خاصة .
ويمكن القول انه بالإضافة إلى القاعدة الجماهيرية التي تكونت لصالح قيام الاقاليم فإن نخبة من الطبقة الوسطى من حضرموت وغيرها من محافظات الجنوب وخاصة في عدن قد وجدت في شخص الرئيس هادي القائد الجدير بالثقة والربان المؤهل لقيادة سفينة البلد إلى بر الأمان بعد ان لمست ما ابدأه من الصبر والحنكة السياسية والتعامل المتوازن مع الأشقاء في دول الجوار ومع الأصدقاء في مجلس الأمن وغيرة ومع القضايا والمشاكل المحلية المعقدة .
*من مناضلي ثورة 14 اكتوبر 1963م

قد يعجبك ايضا