أيها اليمنيون اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
د/عبد الله الفضلي

إذا كان الله عز وجل هو السلام المؤمن فإن الإسلام هو السلام فماذا يحدث في أرضنا اليمنية ¿
لقد جاءت كل الرسالات السماوية في كل الأديان من أجل السلام وبعث الله الأنبياء والرسل من أجل إرساء مبادئ السلام وإقامة العدل بين البشر حتى يوم القيامة وفي نعيم الجنة تحيتهم فيها سلام وبالتالي فإن العالم كله يبحث عن السلام لأن السلام هو الأمن والأمان والسكينة العامة والطمأنينة لكل مواطن مسلم لقد أبدل الله المسلمين من بعد خوفهم أمنا فالأمن والسلام هما أساس الإسلام وقد حذر الله تعالى من الاعتداء على الآخرين بغير سبب محدد وحذر المعتدين أشد تحذير حيث قال (( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )) إلا إذا كان الاعتداء دفاعا عن النفس كرد فعل مضاد .
ولم تنشأ الدول وتسن القوانين والأنظمة والتشريعات إلا من أجل العدل والأمن والأمان والسلام , ولم تنشأ المحاكم وتكليف القضاة وإعدادهم إلا من أجل الأمن والأمان والسلام , ولم تنشأ السجون وتفرض العقوبات والجزاءات إلا من أجل العدل والأمن والأمان والسلام .
ولم تجرى المعاهدات والاتفاقيات وتبرم بين الدول إلا من أجل الأمن والسلام, ولم تعقد المؤتمرات الدولية بين الشعوب إلا من أجل الأمن والسلام.
لقد جربت أوروبا الحروب ومارستها على مدار ثلاثين عاما في المدة من 1914 إلى 1944م ولم تسفر إلا عن الخراب والدمار والانهيار الاقتصادي والضحايا البشرية الهائلة التي قدرت بنحو 60 مليون قتيل أوروبي , وبعد أن وضعت الحرب أوزارها قررت الدول العظمى المنتصرة إنشاء عصبة الأمم ثم مجلس الأمن الدولي والذي كان من أهم أهدافه ومهامه هو حفظ السلام والأمن في العالم وقرروا انتهاء الحرب فيما بينهم إلى الأبد , وأن يكون التعاون المشترك والأمن والسلام هو من أهم سمات العهد الجديد , واتجه الجميع إلى البناء والتعمير والعلم والمعرفة والوصول إلى الفضاء ليكتشفوا أسرار الكون والوصول إلى أعماق البحار ليكتشفوا أسرار الكائنات الحية وعجائبها وفوائدها وهذا ما كان ولا يزال قائما حتى اليوم , ولم نسمع أو نقرأ أن هناك حربا قد نشأت أو نشبت بين دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية .
إسلام المسلمين ويهودية اليهود
انظروا إلى بني إسرائيل وكيف يعيشون في بلد محتل في أمن وأمان واستقرار وسلام حيث تقاطروا من شتى بقاع العالم إلى أرض فلسطين العربية واستولوا عليها بما فيها القدس والمسجد الأقصى واستعمروها وبنوا فيها مئات المستوطنات غير الشرعية وغير القانونية على مسمع ومرأى من العالم ويعيشون في فلسطين في عمارات جماعية وفرادى , فهذا يهودي شامي وهذا يهودي مصري وهذا يهودي مغربي وهذا يهودي بلغاري وهذا يهودي سوري وهذا يهودي روسي وهذا يهودي أمريكي وبريطاني وبولندي وتركي وإيراني وأسترالي وكندي وهولندي وألماني وحبشي ويمني ورغم ذلك لم يختلفوا في شيء , لا في عقائدهم ولا في اتجاهاتهم السياسية أو الثقافية أو المذهبية ولم يقتتلوا فيما بينهم على شيء , فالكل يعيش في أمن وسلام واستقرار وليس لديهم ميليشيات مسلحة وليس فيهم من يبطش بالآخرين أو يطلق عليهم نعوتا أو صفات دينية مقيتة ولا يختلفون على شيء قد يفسد عليهم تعايشهم السلمي وهم يعتقدون أن لديهم مبدأ ثابتا وهو (( ما فيش يهودي يقتل يهودي )) لأي سبب وكل يهودي يقبل بالآخر ولا يسفهه ولا يسفه معتقداته أو عاداته أو تقاليده , ومن أجل ذلك يتكاثرون ويتوافدون على أرض فلسطين معتقدين حسب أهوائهم وأحلامهم الوهمية أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد , خاصة عندما وجدوا أن فلسطين أرضا مستباحة ولا أحد يدافع عنها أو يقاتل من أجلها أو يعمل على تحريرها , حيث أن العرب من حولها لا حول لهم ولا قوة وهي دول صغيرة مستضعفة ولديها من المتاعب والمشكلات والصعوبات الاقتصادية والسياسية ما يجعلها غير قادرة وتنأى بنفسها عن مواجهة إسرائيل , ولذلك يتوسع اليهود ويتمددون في طول فلسطين وعرضها ويجلبون يهود العالم إليها ويدعون أن فلسطين كلها ملكهم وعلى هذا الأساس اتفق اليهود على كلمة واحدة هي يهودية إسرائيل , وإسرائيل بيتنا . وكلهم يدا واحدة وصفا واحدا ضد العرب.
ونحن في اليمن مختلفين على كل شيء وفي كل شيء , مختلفين على الصلاة وعلى الصيام وعلى الحج وعلى الأذان وعلى الإقامة وعلى النوافل وعلى التراويح وعلى نواقض الوضوء وعلى الزكاة وعلى الدعاء وعلى الصدقة وعلى المذاهب وعلى الحق وعلى الباطل , والنتيجة حروب مستمرة من جبل إلى جبل ومن تبة إلى تبة ومن قرية إلى قرية وملاحقات من مدينة إلى مدينة ومن محافظة إلى محافظة أخرى , تحت شعارات سخيفة وواهية وليس لها علاقة لا بالدين ولا بالوطن الذي ندمره ونهدر طاقاته .
إن الصراع الإسرائيلي يدور بين الأحزاب السياسية والكنيست والزعماء البارزين من زعماء الأحزاب فهم يتصارعون لوحدهم وفي ملاعبهم السياسية ويتسابقون فيما