»مديرية المظفر« كنز مدينة تعز التاريخية

اعداد/محمد محمد العرشي

المقدمة:
أخي القارئ الكريم ..تناولنا في الأعداد السابقة من صحيفة الثورة الغراء معلومات عامة عن مدينة تعز عاصمة الدولة الرسولية لمدة مائتين وسبعة وعشرين سنة والتي لا تزال تواصل دورها الثقافي والاقتصادي والتنموي علىa مستوى محافظة تعز خصوصا وعلى مستوى اليمن عموما وهي حلقة وصل بين كل من محافظة عدن ومحافظة الحديدة ومحافظة ذمار ومحافظة صنعاء ومدينة صنعاء وإذا دقق الباحثون سيجدون أن الكثير من البضائع الاستهلاكية التي تزود اليمنيين في كل محافظات الجمهورية سيجدون أن محافظة تعز حلقة الوصل والشريان الاقتصادي لليمن في عصرنا الحاضر أما في الماضي من تاريخ تأسيس مدينة تعز من العصر الأيوبي وعصر الدولة الرسولية فإن علماءها وقضاتها وشعراءها وأدباءها أثروا التاريخ الفكري والعلمي والأدبي والسياسي لليمن وسنتناول في هذه الحلقة العديد من المدارس الإسلامية التي لم نذكرها في الحلقتين السابقتين بالإضافة إلى ذكر العديد من علمائها وأعلامها في عصر الدولة الأيوبية والدولة الرسولية مثل المدرسة المظفرية..
إننا لا يمكننا الاكتفاء بالثلاث الحلقات التي نشرناها عن مدينة تعز للتعريف على التراث الثقافي والحضاري لها عبر تاريخها الزاهر.. وليعذرني القارئ إذا قصرت أو اقتصرت على هذه المعلومات وعلى العموم فقد ذكرت مصادري.. و بإمكان القارئ المهتم أن يرجع إلى المراجع التي ذكرتها في نهاية كل مقال..
مديرية المظفر من مدينة تعز
مديرية المظفر:تقع في محافظة تعز وهي واحدة من مديريات مدينة تعز الثلاث (المظفر القاهرة صالة) التي تبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة 256كم جنوبا.وتبلغ مساحة المديرية 10كم2 ومركز المديرية مدينة تعز.وتضم المديرية العديد من الحارات هي: بئر باشا مدينة النور الشعب الداخلي الحصب البعرارة وادي القاضي شعب حعفر خباه قبة المعصور وادي الدحى ضياء الدحي الأجينات العليا الأجينات السفلى الضربة وادي المصلى النسيرية الحقر المدرسة القرشي النواري المتوكل عبدالهادي المعتبية المحبة وادي المعسل الشنيني الجمالي المظفر وادي المدام المصلى إسحاق الأشرفية باب موسى المداجر القاهرية المغربة السواني. وبلغ عدد سكان مديرية المظفر (175846)نسمة وذلك في نتائج التعداد العام للسكان والمساكن 2004م.
من أهم معالم مديرية المظفر
جامع المظفر: المنسوب عمارته وتشييده إلى الملك المظفر عمر بن علي رسول ثاني ملوك الدولة الرسولية في اليمن وأطولهم عهدا إذ حكم من عام 647هـ إلى عام 694هـ (1249م/1294م) ومن مآثره جامع المظفر بمدينة تعز. ويعتبر هو المسجد المركزي لمدينة تعز بأكملها وهو أقدم مساجدها وأوسعها في ذلك الوقت ويتوسط المدينة القديمة ويضفي عليها جمالا وفتنة. ويظهر أن الملك المظفر قد وفق توفيقا كبيرا في اختيار الموقع لأن جميع من جاء بعده من الملوك عملوا على تجديده أو توسيعه ولكن أحدا منهم لم يفكر ببناء مسجد منافس فالملك المجاهد أضاف عليه الجناح الغربي بنفس النمط المعماري وجاء الأشرف الثاني فأنشأ الزيادة الشرقية بنفس النمط أيضا حتى أن الرائي لا يلمس أدنى فرق سوى أن المسجد غدا أوسع وإن كان قد شذ عن قاعدة بناء مثيله من المرافق في تلك الحقبة إذ عهدنا بها أن كل مسجد مدرسة وكل مدرسة مسجد أما هذا فقد عرفه الناس بأنه المسجد الجامع للمدينة.حتى بعد زوال الدولة الرسولية وعندما تولى الطاهريون سجل لهم المؤرخون اهتمامهم بالمآثر الدينية من خلال الزيادة التي أحدثها السلطان المنصور عبدالوهاب في مقدم الجامع والمنبر المنصوب في تاريخه داخل تلك الزيادة حتى جاء السلطان عامر بن عبدالوهاب فأمر – في إحدى زياراته لتعز – بنقض الجامع ورفعه عما كان عليه وأقامه بصورة أجمل ويذكر أن المهندس المعماري الباني للمسجد في العهد المظفري هو (الحسين بن سلامة) وفي أيام عامر بن عبدالوهاب كان (شمس الدين علي بن حسن العكبار) والذي تتبع بحسه المعماري الملحقات التي كانت قد طمرت بمرور عشرات السنين بل مئاتها. وكثير من أبناء تعز من الأحياء البعيدة يفضلون صلاة الجمعة فيه على المساجد الأخرى معتبرين أن له روحانية أسمى وجاذبية تميزه عن سواه فيأتون إليه من الجحملية وحوض الأشراف وعصيفرة وغيرها من الأحياء.وقد بني المسجد بطراز جميل وزين بقباب متناسقة الأحجامتتوسطها قبة بيت الصلاة وتبلغ مساحة بيت الصلاة الإجمالية (29.60×15.18متر) وكلها مزينة من الداخل والخارج بنقوش بارزة عليها طلاء من القضاض اليمني المعروف. وفي الفناء الداخلي للمسجد وبالقرب من المئذنة يمكن مشاهدة ضريح المظفر. وقد كتب على عتب الباب العلوي للمسجد كتابة أثرية جاء فيها: «… أمر بعمارة هذه المدرسة المباركة مولانا السلطان الملك المظفر ابن علي.. مما يدل على أنه أنشئ ليكون مدرسة».وقد شهدت سنة 1962م

قد يعجبك ايضا