الرؤية والفعل… واختراع المستقبل
أحمد أحمد المدامي
“الرؤية دون فعل ماهي إلا خيال والفعل من دون رؤية ما هو إلا تمضية للوقت ولكن عندما تجتمع الرؤية مع الفعل فإننا نستطيع تغيير العالم” وحقيقة ما أحوجنا لجعل كل فعل مخططا ومرسوما له حتى لا يتوه في فضاءات غير محددة وفي فراغ كبير وأن تكون أفعالنا مرتبطة برؤية واضحة المعالم ومحددة الأهداف مسبقا .
ومواكبة مع نجاح كل اليمن وكل اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني يجعل منا نستطيع القول بأننا امتلكنا (الرؤية) وكذلك استطعنا أن نجمع بين تلك الرؤية مع (الفعل) والعمل الناجح أولا بفضل الله سبحانه وتعالى وثانيا بفضل كل أصحاب النوايا المخلصة والصادقة والتي عملت وسهرت على جميع المستويات وفي جميع المواقع وليس فقط في قاعة مؤتمر الحوار الوطني وبتعاون كل الأشقاء والأصدقاء وبدعمهم اللامحدود وأخيرا بفضل الحكمة اليمانية التي عملت على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني.
وإذا كان عالم الأنثروبولوجيا (جوردن تشايلد) تكلم عن الإنسان الذي يصنع نفسه في كتابه الشهير “الإنسان يصنع نفسه” فإن هناك الآن الكثير من يتكلم عن الإنسان الذي يصنع مستقبله فالمستقبل صناعة بشرية (مع تسليمنا وإيماننا بالطبع بقدر الإنسان الثابت والراسخ) ومع نجاح مؤتمر الحوار الوطني في بلدنا اليمن الحبيب يجعل منا أن نطلق على أنفسنا جميعا ليس فقط لقب “صانعي المستقبل” بل نستطيع أن نطلق على كل اليمنيين لقب “مخترعي المستقبل” وذلك باعتبار أن كل اليمنيين هم من سوف ينعمون بنتائج ومخرجات “اختراع المستقبل” وهم أيضا من سوف يتحملون عبء ومشقة نتائج ومخرجات ذلك الاختراع. وباعتبار أيضا أن الحلول جميعها في يد كل اليمنيين والتي تمثل المدخلات الحقيقية والوسائل الفعلية لتنفيذ مخرجات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وفي اعتقادي مثلما كان يهمنا أن نجعل من مؤتمر الحوار الوطني أعظم فلسفة يشهد لها العالم في تاريخنا وزمننا الحالي وزمن الأجيال القادمة من بعدنا إن شاء الله وجعل من مخرجات مؤتمر الحوار تقوم بالدفع بعجلة التغيير المنشود وقد نجحنا والحمدلله في كل ذلك… لذا يجب علينا أن ندعو الجميع إلى أن نجد لنا فلسفة جادة في حل معضلات ومشاكل شعوبنا ومجتمعاتنا فلسفة بناءة عنوان هذه الفلسفة هو “اختراع المستقبل” المبني على “الحوار الصادق” وأن نترك تعاظم الفلسفات والشطحات البعيدة والتي لا تبلغها العقول البسيطة والتي لا تودي إلى تحقيق أي من الأهــداف أو النتائج المرجوة ويجعل منا أن ندعو الجميع إلى ترك كل الفلسفات ما عدا فلسفة واحدة وهي بناء الإنسان اليمني وبناء الوطن وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة بصدق وبإخلاص.
واخيرا وبمعنى آخر دعونا نأمل بل نعمل على إيجاد الوسائل والآليات البسيطة والمرنة والتي ترتكز على “تحكيم العقلانية والمنطق” لتنفيذ كل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبتوفيق من الله العلي القدير ونوايا مخلصة وصادقة وبحكمة يمانية وبمهارة “صانعي المستقبل” نستطيع إن شاء الله أن ننعم بنتائج ذلك “الاختراع” والذي نحلم به جميعا وهو (بناء الإنسان وبناء اليمن الجديد).