من وحي الـ bbc
عبد الرحمن بجاش
تابعت باهتمام إحدى حلقات نقطة حوار من الـ bbc التي شارك فيها احد ممثلي مكونات المشهد الذي لا يعنيني انتماؤه بقدر ما لفت نظري فهمه لما جرى ويتم , ملاحظتي الأولى ترسخ قناعتي ( اليمنيين معظمهم لا يقرأون ما يفترض ان يقرأوه )وخاصة من يفترض فيهم القراءة , فإذا خاضوا نقاشا في أي محفل تراهم يصرخون ويجادلون فيما ليس لهم به علم !!!, وخذ ما يتعلق بوثيقة الحوار النهائية وقرار تحديد الأقاليم نموذجا حيا وقريبا , تبدى ذلك في عدم تفريق صاحبنا بين توزيع الثروة وما يطرح واقر ونفهم ( توزيع عائدات الثروة ) , وظل يكرر أن التحديد ولن أقول التقسيم كما يحاول البعض ترسيخه في الأذهان لغرض مقيت !! قد حول اليمنيين إلى أغنياء وفقراء !! وهنا المسألة الأهم والمشكلة ربما.., أنا أقول الآن أن القرار والتحديد ليسا قرآنا منزلا , ولو كان الأمر كذلك فلن تظل أميركا كدولة فيدرالية تعدل في دستورها كلما دعت الحاجة ولن تطور قوانينها بما يؤدي إلى سد الثغرات مع تطور التجربة الفيدرالية محاولة الوصول إلى الصيغة المثالية من اجل مصلحة المجموع الذي يكون العقد الاجتماعي من أجلهم لتنظيم حياتهم بقوننتها , في كندا, في سويسرا, في الاتحاد الروسي, في كل الاتحادات الفيدرالية يظلون يعملون بلا كلل , يكتشفون الثغرات فيسدونها بالقوانين , وإذا كبر الأمر فيعدلون دساتيرهم , لكن ليس التعديل على الطريقة العربية وفي بعض الحالات خلال ساعات !! . أن يبدأ البعض بقراءة ما حصل قراءة متعسفة ويفهم ويرسل ما فهمه إلى الآخرين بشكل مغلوط !!فسيؤدي بالنتيجة إلى أحداث تراكم معرفي أن صح التعبير وبصورة خاطئة , فالأقاليم ليست كفرا بواحا وليست نعمة ليس قبلها ولا بعدها الا متى ما فهمنا معناها ومغزاها , وبدأنا نشمر السواعد للبناء من خلال صيغة جديدة توافق الناس عليها ورأوا أنها الوصول إلى منتصف الطريق حفاظا على مصالح المجموع المتباينة أحيانا فيؤدي التوافق إلى أن يصل كل إلى المنتصف وليس الطرف , التحديد وكما بينت اللجنة قد تم من وحي معايير اجتماعية وثقافية وتاريخية , ولسد الثغرات فانا مع ما طرحه الصديق د محمد المخلافي وزير الشؤون القانونية وتمثل في أن التحديد كما يرى يجب ألا يتضمنه الدستور وإنما قانون الأقاليم حتى تترك الفرصة قائمة للمراجعة وإعادة النظر , وهو قول صائب لكن بشرط ألا تكون المراجعة بطريقة تطويل المحاكم اليمنية للقضايا أو نقضها !!! . أن التحديد ليس كما يروج البعض عن سوء فهم وليس غيره الغرض منه توزيع اليمنيين إلى أغنياء وفقراء , هذا ليس صحيحا, وإلا لكان علينا أن نطالب بنقل الوسط إلى الطرف , فأن يكون إقليم حضرموت إقليم الثروة فلا يعني استقلاله بها , وإن كان سيستفيد منها أفضل مما كان عليه الأمر ولا يزال تحت وطأة المركزية الشديدة , وتبين الوثيقة أن العقود مع الخارج ستتم من الولاية والإقليم فالحكومة الاتحادية , والتنصيص على ذلك كان موفقا حتى لا تتكرر تجربة إقليم كردستان العراق !! . الآن وليس بعد الآن يتوجب القول أن التوعية والتوعية هي الأهم عبر كل وسائل الإعلام , وإفهام الأحزاب المعتقة أن عليها واجب أن تشرح لقواعدها وقواعدها تنقل ما تفهمه إلى الشارع الأوسع , على أن الأهم هو التدرج كما طرحه الأخ احمد حجر وكيل وزارة المالية لا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار , وهو جواب مباشر على من بدأ يرشح نفسه لرئاسة هذا الإقليم أو ذاك أن يفهم أن الوقت لا يزال مبكرا , وان على من بدأ الكولسة مبكرا أيضا وتحويل الأمر إلى مجرد مراجعة مقيتة وتدبير أمر شخصي على الجميع أن يدرك أنها لن تتزوج وتحبل وتلد في نفس الليلة , والعاقل يدرك ما اعني ……..والأوطان بالتأكيد لا تبنى ببرقيات التهاني …وإلا تحول الأمر بمجمله إلى فقره من فقرات برنامج ما يطلبه المستمعون ………………..