دولة 6 في 1 = اتحاد
علي الشرجي
أخيرا تحدد شكل الدولة اليمنية القادمة فبعد طول انتظار وترقب محلي وإقليمي ودولي تمخض مؤتمر الحوار الوطني فولد ستة أقاليم متناغمة إلى حد كبير جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.. الأمر الذي بدد الكثير من الهواجس والمخاوف في هذا الاتجاه.
وللعلم فإن من بين أهم الدواعي والأسباب للأخذ بنظام الأقاليم أو ما يسمى الفيدرالية هو منع التجزئة والتقسيم الذي يهدد الدولة ويضمن توزيعا عادلا للسلطة والثروة ويحقق التنافس الإيجابي في إطار من التكامل الاقتصادي والانسياب الإداري اللامركزي.
ومن يلقى نظرة سريعة على التجارب الدولية التي أخذت بهذا الشكل سيجد أنها من أكثر الدول نجاحا واستقرارا على مستوى العالم.
كما نجد أن ما يقارب من نصف شعوب العالم تعيش في ظل أنظمة فدرالية منها: الولايات المتحد الأمريكية – ألمانيا – الارجنتين – استراليا – بلجيكا – البرازيل- الإمارات العربية المتحدة – الهند – ماليزيا – المكسيك- نيجيريا – سويسرا – أسبانيا – فنزويلا – صربيا – جنوب افريقيا – أثيوبيا.
وفي ضوء كل تلك التجارب الناجحة في تحقيق الاستقرار الأمني والازدهار التنموي والتعايش المشترك بين المكونات الاجتماعية والسياسية والدينية .. والتي قد يشبه بعضها مكونات المشهد السياسي والاجتماعي في اليمن وبالتالي فلا داعي للقلق على مستقبل اليمن ووحدته واستقراره مادامت النوايا حسنة والأ يادي متشابكة.
الأهم هو الانتقال السليم والواعي والمدروس لأطر وهياكل الدولة من المركز إلى الأقاليم ومن ثم إلى الولايات.
والأهم أيضا وجود دولة اتحادية قوية المركز مهابة منسجمة في ظل جيش قوي يحمي السيادة الوطنية ويدافع عن خيارات الشعب في الحرية والأمن والاستقرار والعيش الكريم, وكذا وجود سياسة خارجية متزنة ومحترفة في التعامل الدبلوماسي الذي يعكس وحدة الدولة وهوية الشعب والوطن الكبير ويعزز انتماءه إلى محيطه الجغرافي ونبعه التاريخي.
فمرحبا بدولة 6 أقاليم في دولة اتحادية = يمن موحد مستقر منسجم متعايش متصالح متسامح معتمد على الذات أولا.