تصوير
محمد المساح
إلى أين تنظر تلك المرأة الجالسة فوق حجر مربعة الشكل منجورة¿ المكان: إحدى فرزات المدن تاكسيات يتابعن في انتظام واحدة وراء واحدة والمرأة جالسة في الجانب الظليل بجانب كتلتها السوداء.. تميز العين زنبيل أو كيس يتكور هناك ضجيج وأصوات وأناس بعضهم يحملون حقائب في أيديهم قوارير ماء. ثلاثة من التكسيات ذات الماركة المتشابهة يقفن في المقدمة أبوابهن مفتحة من كل جانب وتلاحظ أن هناك في الكراسي الخلفية والوسط والأمام بعض الراكبين المرأة لوحدها الجالسة على الحجر المربع الشكل والمنجور مختفيا تحت ذلك السواد الذي تشكله المرأة.
تقترب العين من كتلتها لا ترى غير عينين تحدق في ضوء الشمس في خلفية الفرزة حتى تصل إلى الكتلة الصخرية الغبراء لتبة هناك وحين تحاول النظر أبعد تصطدم العينان بأطراف الزنك الذي يظل الفرزة تحركت أنامل يديها من داخل السواد وقبضت.. على متل الزنبيل وقربته نحوها ثم وضعت مرفقها الذي لا يرى في السواد وانطبعت أناملها على خدها الذي لا يرى أيضا ثم ثبتت عينيها في الفضاء المحدود أمامها. واحتارت العين التي تتلصص على عينيها السابحتين في الشرود. وأنثالت أسئلة صامتة لصاحب المتلصصة إلى أين تنظر عيون تلك المرأة¿ هل عادت يا ترى إلى قريتها التي غادرتها اليوم صباحا.. أو الأمس أو ما قبله¿ لماذا تشكل في جلستها الوحيدة هناك تفرد خارج المنظر كله¿ من تنتظر هناك وليدها الكبير زوجها أخاها وهل تسافر.. أم تودع¿ لم تنتهى الأسئلة والمرأة ساردة العينين في الفضاء المحدود أمامها..!