قريبا من نفاد الصبر
جميل مفرح


الجميع يعرف ويعترف أن هناك قوى مختلفة باتت تلهث في الساحة اليمنية إن لم تكن من أجل السيطرة والتحكم المطلق كما لدى القوى النافذة والطاغية فمن أجل نوال حصة مقسومة من كعكة ما بعد انفلات الوضع الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن وكل هذه القوى تحاول أن تتنصل مما يجري في الوطن من فوضى عارمة مع أنها في الواقع مساهمة فيه بوجه من الأوجه.
الآن تحدث الحادثة أو الواقعة في أي بقعة من بقاع الوطن وتتسابق هذه القوى في تبرئة ساحتها والإدانة والشجب وبالطبع ينتهي كل ذلك بتحرير بيان وإذاعته أو نشره وكفى الله المؤمنين شر العواقب كما يطمحون أو يفكرون مع أن فكرهم ومفكريهم ومنظريهم وقادتهم يعلمون كل العلم أن البلاد لن تلقى الشر والأذى مادامت توجهاتهم كما هي الآن ماضية نحو تحقيق المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية الضيقة فيما يعتبر عيبا كبيرا من عيوب أي عمل سياسي أو حتى فكري.
وأنا ومثلي آلاف كثيرة نتساءل إذا كانت هذه القوى التي تتحكم في صياغة واقع اليوم بريئة مما يحدث ويجري من مشكلات وحوادث ومصائب فمن يقف وراءها¿ هل يريدون بذلك توجيه كامل التهم إلى المواطن الذي ليس له ناقة ولا جمل مما يجري من شر وأذى في البلاد¿¿
هل يسعون إلى إقناعنا بأننا كمواطنين وكشعب نحن من يقف وراء هذه البلايا التي تحدق بالبلاد¿! إنه لمعيب في حقهم وفي حقنا أن يصبح المواطنون الضعفاء مسلوبي الإرادة حجة أو هدفا أولا في توجه ومقصد تلك الاعتداءات الأثيمة ثم يغدون بعد ذلك -أقصد المواطنين- متهمين بقتل أنفسهم وزعزعة سكينتهم وربما نهب ثروات وطنهم وهذا الاتهام قد يحدث إن لم يحدث حتى الآن!!
عموما قد أتفق مع توجيه التهمة إلى المواطن ولكن باعتباره وقف موقف المتفرج إزاء هذه القوى وهي تنمو وتزيد من مساحة أثرها وتأثيرها في الواقع الراهن ولكنني مؤمن إيمانا كبيرا بأن الصبر الذي بذله المواطن اليمني حتى الآن ليس سيئا ولا هو صفة سيئة يمكن أن يذم بها وأنه وإن طال فله لا محالة نهاية وحد وأنه بقدر ما اتصف به اليمنيون من صبر وحلم فإنهم أيضا يتصفون بالشدة والبأس وأن نهاية هذا الصبر ستكون إعلانا عن ثورة عارمة تقتلع هذه القوى المحتالة من جذورها لأن ما يبدو ليس أكثر من أنها تريد الاستئثار بالوجود لنفسها وحسب دون مراعاة للوطن وللشعب وللمصالح العامة.
ومن هنا فإنه يجب على سبيل إسقاط الواجب تحذير القوى السياسية والمتفرعنة في الساحة من غضب وسخط قادم لن يرحم أبدا إذا ما بقي الوضع كما هو الآن.. وعلى تلك القوى أن تراجع حساباتها قبل أن يقع الفأس في الرأس.. وتغدو تلك القوى أثرا بعد عين.
