حصاد مدارس التطرف..¿

عبدالله سيف

 - من هم.. هل هم أشخاص طبيعيون مثلنا وهل من رابط بينهم والبشر من أين جاءوا وإلى أي فصيل أو نوع من مخلوقات الله ينتمون وكيف وصلوا إلى هذا المستوى من الهوس

من هم.. هل هم أشخاص طبيعيون مثلنا وهل من رابط بينهم والبشر من أين جاءوا وإلى أي فصيل أو نوع من مخلوقات الله ينتمون وكيف وصلوا إلى هذا المستوى من الهوس بحيث يقتلون الأبرياء والعزل بدم بارد.. أم يظنون أنهم بتلك الأفعال الإجرامية البشعة يحسنون صنعا¿!.
الحقيقة أن ما حدث في الاعتداء الإرهابي على مستشفى العرضي أثار ألف سؤال وسؤال حول هذا العمل الإجرامي البشع الذي قام به من يمكن وصفهم بعشاق دماء البشر أو مصاصي الدماء هذا ما توحي به طريقة أولئك المجرمين التي استخدموها في إزهاق الأرواح البريئة والتي تؤكد أن لا صلة لهم بأبناء البشر سوى المظهر الخارجي فقط.. أما حقيقتهم فهم على ما يبدو حيوانات مفترسة من نوع خاص تم تربيتهم وتدريبهم بطرق معينة جعلتهم متعطشين للدماء.
فالمناظر التي تابعناها على شاشات القنوات الفضائية وطريقة هؤلاء المجرمين في قتل الناس وسفك دمائهم بتلك الطريقة التي ظهروا فيها كأنهم حيوانات مفترسة تبحث عن فريستها ومتابعة الأبرياء من الأطفال والنساء من مكان إلى آخر وقتلهم بهدوء تام وبرود أعصاب ليس لها مثيل إلا في أفلام الخيال فقط.
أما على أرض الواقع فلم نكن نتصور أن يصل البعض إلى هذا المستوى المخيف من الإجرام وبهذه الطريقة البشعة التي استخدمها المجرمون دون أي ذرة إحساس بما تسببه أعمالهم الإجرامية من إزهاق للأرواح البريئة وترويع الآمنيين وتخريب الممتلكات العامة والخاصة والتي جميعها تعتبر من الجرائم العظمى وفقا للشرائع السماوية والدساتير والقوانين في كل بقاع الأرض.
وبعيدا عن كون تلك الأعمال الإجرامية البشعة من فعل القاعدة أو أي جماعات أو قوى أخرى تسعى من خلال هذه الأعمال إلى الأضرار بالمصالح الوطنية والأمن والاستقرار وإعاقة مسيرة التنمية وغيرها من الأهداف اللاإنسانية إلا أنها تظل أعمالا إرهابية أدت إلى نتائج كارثية ويظل فيروس التطرف والغلو المسؤول الأول في فرز تلك الأمراض التي تنتج عنها مثل تلك الأفعال الإجرامية وغالبا يتم توظيف ظاهرة الإرهاب في الصراعات السياسية والطائفية والمذهبية ويتم دائما اللجوء إلى أولئك الذين يقعون في براثن الأفكار المتطرفة ممن يتم استقطابهم إلى المدارس غير الشرعية التي تنشأ في الشوارع الخلفية وتكون سببا في جعلهم ضحايا سياسية سهلة لمن يريد أن يوظفهم في أي صراع سياسي أيا كان نوعه.
وبالرغم من أن الإرهاب ظاهرة عالمية ملازمة لكل المجتمعات وفي مختلف العصور وان تفاوتت هذه الظاهرة من مكان لآخر.. إلا أن ما يحدث في بلادنا من أعمال إرهابية وتخريبية والتي طالت كل شيء ابتداء من الخدمات الأساسية كالكهرباء والاتصالات وأنابيب النفط والغاز وصولا إلى المرافق السيادية وسفك دماء الناس هي مسألة بعيدة المدى وشديدة الخطورة تتعلق بحياة وسلامة المجتمع اليمني بأكمله.. وما حدث من اعتداء على مجمع العرضي ليست ورقة آنية يمكن أن تستخدم ضد هذا الطرف أو ذاك بل هي أكثر خطورة عن سابقاتها وتأتي في وضع صعب تعيشه بلادنا ويمكن أن تكون نتائجه كارثية سيكون الجميع فيها خاسرا لا محالة فهذا الحادث والاعتداء الإرهابي البشع لم يكن ضربة موجهة للقيادة السياسية فقط بل موجهة ضد الوطن.. ويبدو أنها لم تكن وليدة اللحظة أو وليدة ظرف آني أو طفرة مفاجئة بل بالتأكيد لديها خلفيات وأبعاد ومراحل تطور إلى أن وصلت إلى ذلك الفعل البشع.
إن الجنوح نحو الفوضى وثقافة الكراهية لن يخدم سوى أعداء الوطن والإرهاب لن يستثني جماعة دون أخرى أو طرفا دون آخر بل ستطال نتائجه الجميع وسيلتهم الأخضر واليابس وعلى جميع اليمنيين أفرادا وجماعات وقوى وأحزابا وشخصيات اجتماعية وغيرها أن تعي ذلك وترص الصفوف لمجابهة هذه الآفة المسماة بالإرهاب والابتعاد عن استثمار المشاكل لإثارة البلبلة كل ضد الآخر لأن المرحلة المقبلة ستكون معركة ضد الخوف والإرهاب وهي بحاجة إلى حشد كل طاقات الوطن لمواجهة ذلك بدءا بالتطبيق الجاد والحازم للقوانين والتشريعات النافذة وعدم التساهل أو التردد أو عمل أي اعتبارات تجاه أي فعل تخريبي من شأنه الإضرار بالوطن والمواطن لأن ذلك قد يفهم أنه ضعف من الدولة وسيشجع الإرهابيين والمخربين على المزيد من أعمالهم الإجرامية وقد يشجع آخرين ليحذوا حذوهم كما أن المرحلة بحاجة إلى إشاعة ثقافة التعايش السلمي والحوار ومحاربة ثقافة العنف والإرهاب والقتل.. وكذا محاربة الأفكار الهدامة التي صارت تنتشر كالنار في الهشيم كالوباء يفتك بالمجتمع الأمر الذي يتطلب مشاركة الجميع في تجفيف منابعه الفكرية والاجتماعية وتكثيف التوعية بأخطاره وزرع روح التسامح والقبول بالآخر.
ختاما .. إن إشاع

قد يعجبك ايضا