هادي .. شجاعة الفدائي واليمن الجديد قادم

عارف الدوش


 - أتذكر ويتذكر معي القراء وملايين اليمنيين ما تناقلته الصحف بعد انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية في ظروف صعبة ومرحلة حرجة تمر بها البلاد أن الصحف خرجت بعناوين تصف الرئيس عبد ربه بالفدائي لقبوله التحدي لقيادة
أتذكر ويتذكر معي القراء وملايين اليمنيين ما تناقلته الصحف بعد انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية في ظروف صعبة ومرحلة حرجة تمر بها البلاد أن الصحف خرجت بعناوين تصف الرئيس عبد ربه بالفدائي لقبوله التحدي لقيادة البلاد في مرحلة اقل ما كان يقال عنها أنها خطرة جدا وكانت اليمن قاب قوسين أو أدنى من حرب ” داحس والغبراء ” التي تسبق التشطي والانفجار الذي منعه العالم سواء على مستوى الإقليم أو العالم برمته وهو ما اصطلح على تسميته فيما بعد الدول العشر الراعية نظرا للموقع الجغرافي الهام لليمن.
تجسد مشهد الفدائي بقبول الرجل اختيار الوسطاء الإقليميين والدوليين له كحل لخروج اليمن من عنق الزجاجة التي وضعت فيه بفعل أخطاء الحكم القاتلة وعناد الحكام في مواجهة الشعب المنتفض ضد الظلم والاستبداد وظل الناس يزيدون ويعيدون ويتناقلون ما ذكرته الصحف يومها فمنهم من يتندر ومنهم من يكبر موقف الرئيس ويتحدث عن نواب رؤساء في المنطقة انتقلوا من الظل إلى الواجهة فصنعوا لبلدانهم ما لم يقدر على فعله من سبقهم .
ما علينا من الاسترسال في التفاصيل فقد سمعت الخميس الماضي آراء لعدد من التقيتهم سواء في الشارع أو السوق أو في المقيل أو سمعت أحاديثهم لوسائل الإعلام أو قرأت آرائهم في شبكة التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة سمعت ما يعكس مشهد الفدائي بالضبط لا زيادة ولا نقصان وبدون رتوش أو مدح ومجاملة وإشعال المباخر.
فقد وصف المتحدثون الرئيس هادي بالفدائي والبطل والشجاع وأشادوا بزيارته لمجمع وزارة الدفاع الذي تعرض لاقتحام إرهابي بشع وحقير راح ضحيته 56 شهيدا و215جريحا هم أطباء وممرضون وزوار من الجنسين يعملون في مستشفيات ” العسكري و الشرطة والثورة والجمهوري والعلوم والتكنولوجيا والمتوكل وابن سيناء ” كما بينها التقرير الأولي للجنة التحقيق وبين الشهداء والجرحى من العسكريين الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وكلهم يشكلون خسارة كبيرة على الوطن.
البعض من شدة المفاجأة التي لم يتوقعوها من الرئيس هادي كانوا يشككون في الزيارة ويخمنون أن الرئيس كان متواجدا في مجمع وزارة الدفاع قبل الاقتحام الإرهابي لأنه لا يعقل بالنسبة لهم أن رئيس الجمهورية يزور مكان لازالت انفجارات السيارات المفخخة فيه تشتعل وعمليات القنص والقتل مستمرة والإرهابيون متمترسون فيه بأسلحتهم وقنابلهم وصواريخهم وهناك من أقر وأشاد وأعجب بفدائية الرئيس هادي وتضحيته بعد أن تداولت الأخبار وجود شقيقه في مستشفى العرضي الذي تعرض للاقتحام الإرهابي.
صحيح هذا واجب الرئيس ومسؤوليته ويجب أن يكون قدوة للمسؤولين في تحمل المسؤولية والإقدام والتضحية ولا يجب علينا ككتاب وصحفيين أن نتحدث عن ذلك وندبج الصفحات حولهلكن المشهد الفدائي تجسد بتعريض حياة الرئيس للخطر بزيارته لمجمع الدفاع في وقت لازالت الرصاص تلعلع والإرهابيون يتحصنون بكامل عدتهم وسلاحهم وشكل قرار الرئيس بزيارة مجمع الدفاع وتواجده في قلب الحدث تحديا قويا لمن يقف وراء الاقتحام كما شكل رسالة اطمئنان قوية للشعب حول مصير اليمن والحوار الوطني والتسوية برمتها.
وكون الرئيس عبد ربه هو الرجل الأول فإن ممارساته وسلوكه وإقدامه على زيارة مجمع الدفاع في الوقت الذي لازال الخطر بدرجة كبيرة يلف المكان تشكل نموذج القدوة والثقة في النفس والإقدام وتحمل المسؤولية بجدارة مهما كانت المخاطر عالية هو ما نحتاج إليه اليوم لقتل السلبية واللامبالاة التي يعيشها رجال الدولة والمسؤولين في مختلف المستويات. فما قام به الرئيس هادي جعل الكثير من المراقبين ورعاة التسوية ينطقون بثقة وقوة وحزم أن التسوية في اليمن ستنجح وان اليمن الجديد قادم مهما بلغت التحديات.
ولم يعد خافيا أن هدف الاقتحام الإرهابي لمجمع وزارة الدفاع في قلب العاصمة صنعاء كسر هيبة أعلى مؤسسة في البلاد وهي المؤسسة العسكرية رمز السيادة اليمنية ليسهل بعد ذلك كسر إرادة الشعب اليمني الذي خرج في ثورة شعبية سلمية عارمة قلبت موازين المعادلات السياسية في البلاد رأسا على عقب وأعادت تشكيل الخارطة السياسية باتجاه بناء يمن جديد تسود فيه المواطنة المتساوية والعدل والحرية يمن مستقل لا تابع مسير غير ذلك اليمن الذي كان قبل الثورة الشبابية الشعبية السلمية وهو ما أربك حسابات الكثير من مراكز القوى.
كما لم يعد سرا أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني جاءت لتؤكد صوابية التوجه والإصرار على السير نحو اليمن الجديد الذي يصبح فيه أبناء اليمن متساوون في الحقوق والواج

قد يعجبك ايضا