عن التحديث

عبدالرحمن مراد

مقالة


 -  - الثابت الذي لا جدال فيه هو أن القرآن كان معجزة الرسالة الخاتمة وطالما قد حمل صفة الإعجاز فلا بد له أن يحمل صفة الاستمرار والتجدد مع كل الأزمنة والعصور والأمكنة والحضارات . 
- ونكاد نجمع في جل أحاديثنا أن القرآن لا يمل قارؤه من تكراره كما يحدث معنا في غيره لذلك فهو يحمل صفة التجدد في ذاته وموضوعه بما يحفظ معجزته عبر الأزمنة .
– الثابت الذي لا جدال فيه هو أن القرآن كان معجزة الرسالة الخاتمة وطالما قد حمل صفة الإعجاز فلا بد له أن يحمل صفة الاستمرار والتجدد مع كل الأزمنة والعصور والأمكنة والحضارات .
– ونكاد نجمع في جل أحاديثنا أن القرآن لا يمل قارؤه من تكراره كما يحدث معنا في غيره لذلك فهو يحمل صفة التجدد في ذاته وموضوعه بما يحفظ معجزته عبر الأزمنة .
– ونحن نلاحظ في حياتنا المعاصرة الآن أن الاكتشافات العلمية التي وصل إليها العقل العلمي لا تتعارض مع القرآن بل نكاد نكتشفها في آياته , وهذا دليل حيويته وفاعليته ومعجزته الخالدة.
– إذن دعونا نتحدث عن الثابت والمتغير في حياتنا الثقافية الآن ومن خلال منطق القرآن نفسه .
فالثابت : لا يكون بكماله إلا في الذات الإلهية
( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )
( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
وما دون ذلك فهو في منظور المتغير بدليل قوله تعالى ( كل يوم هو في شأن ) .
فالطبيعة والإنسان كلاهما يقعان في التغيير بحيث قد يحدث ذلك التغيير بين السنن والثوابت فيكون تغييرا منضبطا قائما على الحركة ذات القوانين الدائمة فالعلة المباشرة هي السنة التي لا تتغير ظاهرا وأما المعلولات المباشرة وغير المباشرة فهي من ضمن السنن المنظمة للخلق وقد اقتضتها إرادة الله .
– فالقرآن يطلعنا على نوعين من السنن والقوانين التي تحكم الكون والعالم من جهة وإنسان هذا العالم أفرادا ومجتمعات من جهة أخرى.
فالقوانين الأولى والطبيعية حتمية ولا تتبدل :
( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون )
والسنن والقوانين الأخرى شرطية -إذا صح التعبير- أي أن حدوث المسببات معلق على حدوث الأسباب .
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير منون ) .
فالقوانين الأولى فيزيائية أو دائرية لا يداخلها الخلل وتترتب عليها آثارها تلقائيا أما السنن الإنسانية والاجتماعية فعادية لاتصالها بالإنسان الذي تتجاذبه عدة قوى رأسها الإدراك الواعي والعقل المدبر وأطرافها الأخرى العواطف والنزاعات والغرائز وقد ذكرها القرآن تحت مصطلح النفس والروح وما اتصل بهما من إمكانيات ودوافع .
– جاء في القرآن الكريم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم … الآية) الآية..
فقد خلق الله الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وزوده بالعقل الذي تصقله التجارب وأرسل إليه الرسل مبشرين ومنذرين فاجتمعت للإنسان مرجعيتان للتدبر والتصرف .
المرجع الفطري تقوده الدوافع وتعقلها :
والمرجع الإلهي الذي يطمئن ويهدي بالإيمان وبإرادة الخير والتسديد والتغيير لا يكون إلا بالاستناد إلى الوعي والإرادة الوعي باكتشاف المقتضيات بمقتضى الاستخلاف هداية وعمرانا ونظرا للدارين فالآية القرآنية (كل يوم هو في شأن) تشير إلى أن التغيير سنة كونية دائمة ومستمرة في حياة المجتمعات الإنسانية وهو في أوله يحقق ارتباط الأسباب بالمسببات .
وقد رأى بعض العلماء أن الناسخ والمنسوخ في القرآن يحمل دلالة تغير الأحكام طبقا لمتغيرات الزمان وقالوا طالما كان الواقع متغيرا فالفكر يتغير بتغيره وقالوا إن الأحكام مرتبطة بالمكان والزمان أي بالمتغيرات ولا يضير ذلك الثوابت في شيء .
واستدلوا بما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين ألغى نصيب المؤلفة قلوبهم ــ وهو نص ـ كون ظروف المسلمين تغيرت من الضعف إلى القوة ويمكن أن يقال مثل ذلك في نصوص الجزية على غير المسلمين بعد إن ظهر مفهوم الوطن والمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات .
وقالوا إن الثابت هو مقاصد الشريعة وتختصر في الضرورات الخمس وهي :
– الحياة ( النفس ) .
– العقل (العلم ) .
– الدين (المعيار الثابت) .
– العرض (الكرامة الفردية والجماعية) .
– المال (الثروة الوطنية).
والمتغيرات هي الحاجات والتحسينات طبقا لظروف كل عصر .
لذلك فعلوم القرآن القديمة يمكن أن تأخذ دلالات جديدة فأسباب النزول مثلا لا تعني فقط التنجيم بل يمكن أن تعني أولوية الفكر على الوقائع والسؤال على الجواب .
وعلوم التفسير لا أظنها من الثوابت بل من المتغيرات فالتفسيرات التاريخية أو اللغوية أو الفقهي

قد يعجبك ايضا