براءة للذمة
عبدالرحمن بجاش


لكي أكون صادقا فلا بد أن أكون مباشرا ….فكثيرون من مكون مؤتمر الحوار الوطني الشامل كأنهم وجدوا فقط ليتفرجوا, وليستلموا المخصصات إذ لا تسمع لهم حسا ولا خبرا مثلهم مثل كثيرين في مجلس النواب وجدوا هناك فقط ليثبتوا لأهلهم ومناطقهم أنهم أصحاب نفوذ , أما معظم القاعدين على كراسي مجلس الشورى فيعلمون لم هم على تلك الكراسي …. , قليلون هم من يفترض فيهم قراءة هذا …. فالشارع وأنقل هنا بأمانة أحاسب عليها في هذه اللحظة الفارقة لسان حالهم يقول وبالصريح (ما فيش فائدة) وتسمع هذه العبارة في كل مكان تذهب إليه , وإذا حاولت أن تشد أزر الناس بقولك ( يجب ألا نفقد الأمل ) نظروا إليك والشك يملأ الأنفس ترسله الأعين …., بالأمس الأول مررت على مكتب تحصيل الكهرباء … فنحن مواطنون مثاليون – غصبا عنا – إذ أننا ندفع من قوتنا وأولادنا ثمن الإنارة التي تأتي لتذهب !! وسنتحمل طالما وخيط أمل يلوح في الأفق …- كيفك يا أستاذ ¿¿ – بخير – مافيش فائدة صح …. أعرفه مهندس في الكهرباء – يا رجل الأمل في الله كبير والمؤتمر لا بد أن يخرج بشيء – لا تطمني ولا شيء الخبرة جالسون يستلمون وأيش يهمهم .. ما فيش ولا فائدة …. انضم إلينا آخر – كيف الأستاذ بجاش ¿¿ – تمام – كيف تشوف – إن شاء الله خير – مابش خير يا أستاذ والله ما عد يخرجوا بشيء .
إلى أعضاء الحوار : انزلوا إلى الشارع وانصتوا للناس ماذا يقولون , ويا ريت لو أن الأمانة العامة تسحب كل يومي الإجازة بطاقة ( العامل ) التي يحملها كل عضو!! ,وتوقف سياراتهم وتطلب من كل عضو أن يركب تاكسيا إلى بيته ليسمع ¿¿ رجاء .. فما تستلموه أولا هو من عرق هؤلاء الناس ولا تصدقوا أنه منحة من الأمم المتحدة .. وما لم تخرجوا وسريعا بما يحقق طموح الناس فسيحصل ما لا تتصوروه وأنتم المسؤولون, والأمر ليس مناطا بسفراء الآخرين بل بكم أنتم أو فقولوا لنا, هذه هي اللحظة الضاغطة التي حذرنا منها عند التئام الحوار .. إذ أن كثيرين من الأعضاء قد أصابهم الملل , وتراهم يذهبون مثل الطالب الذي يكره مدرسته !! وصدقوني إذا أتى الحل من الخارج فلن يكون سوى تأجيل حدوث مصيبة, مثل الترحيل الذي ظل يمارس طوال 33 عاما و(كله تمام يا فندم), أتذكر أنني كتبت بعد حرب المنتصرين عام 94م وبتواضع شديد (من يمسك زمام اللحظة) , طبعا كان الجميع منتشيا بما سموه نصر 7 يوليو , فلم ينتبه أحد !!… حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه !!! هل نتعظ ¿¿ لأن ما سيأتي ….إذا لم …. سيكون أشد وأنكى … فكونوا بحجم حلم الناس , وليس بحجم كشك أمين الصندوق !!!!.
