حصاد المياه .. طرق غير تقليدية

محمد العريقي


 -  يستطيع الانسان ان يتوصل إلى حلول كثيرة ويبتكر طرقا عديدة لمواجهة المشاكل والأزمات التي تعترض مسيرة حياته فما بالنا إذا كانت تلك المشاكل تتعلق بمصير بقائه من عدمه كصعوبات ا
> يستطيع الانسان ان يتوصل إلى حلول كثيرة ويبتكر طرقا عديدة لمواجهة المشاكل والأزمات التي تعترض مسيرة حياته فما بالنا إذا كانت تلك المشاكل تتعلق بمصير بقائه من عدمه كصعوبات الحصول على المياه التي يحتاج إليها ليشرب ويأكل .
ولكن ما عسانا ان نفعل إذا سكن الانسان في مناطق فيها صعوبات في توفير المياه بسبب الظروف الطبيعية القاسية .
هذا ليس بمستحيل على الانسان فقد عاش في الصحراء الخالية ومع ذلك تدبر أمره وتوصل إلى طرق واساليب ما جعله يحصل على المياه وعرف كيف يحصدها ويحميها ويكفل ديمومتها بطرق بدائية .
نحن في اليمن بحاجة إلى كل قطرة مياه ومع ذلك قبل ان نحث على الاستفادة من التقنيات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي ساهمت في تنمية الموارد المائية فيكفي ان نعود ونهتم بثقافة الآباء والأجداد في حصاد مياه الامطار وكذا الفائض من الاستخدام وتوجيهها إلى الاحتياجات الفعلية برؤية مرشدة وسليمة .
ومع ذلك فلا يعقل ان نتجاهل ما يقدمه العلم الحديث من افكار وابتكارات لحل الكثير من مشاكل الانسان ومنها المياه ففي كل فترة نسمع عن تقنيات وابتكارات تعظم من مصادر المياه .
فقبل اسبوع تقريبا ارسل لي (الدكتور طالب مراد علي الم) موضوعا بعنوان (اصطياد الرطوبة وحلول غير تقليدية لسد العجز المائي) نشر بصحيفة الاهرام المصرية أوائل سبتمبر الماضي وقد حرص الدكتور طالب وهو من العراق الشقيق على ان يعمم الموضوع على كل الزملاء الإعلاميين العرب المهتمين بقضايا المياه الذين حضروا منتدى (السلام الازرق) الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية أواخر مارس القادم وكنت واحدا منهم وهذه خطوة رائعة أتمنى ان نجدها من كل اعضاء ذلك الفريق في اطار التشبيك وتبادل المعلومات المائية .
رغم ان موضوعا مماثلا كنت قد نشرته ضمن كتابي (المياه واقع ورؤية) واستعرضت فيه تجربة الصندوق الاجتماعي في حصاد مياه الضباب التي تتراكم فوق المرتفعات الجبلية وكان مشروع الصندوق الاجتماعي في هذا الجانب مركزا على مناطق في محافظتي حجة والمحويت ولا أدري بعد ما مصير ذلك المشروع .
اما موضوع اصطياد الرطوبة لسد العجز المائي فيتمحور حول تقنية حصاد المياه الناجم عن رطوبة الجو وهذه التقنية كما يصفها الدكتور محمود مدني رئيس البحوث بمركز البحوث الزراعية في مصر والخبير في تقنيات المناخ الزراعي تقوم على:
“مزيلات الرطوبة “dehumidifier “: هي أجهزة خاصة تقوم بتخفيض نسب الرطوبة الجوية من الهواء الجوي لحيز مغلق. كما تعرف أيضا “بمصائد الرطوبة” حيث تقوم باصطياد وتكثيف جزء من الرطوبة الجوية لتحويلها إلى ماء نقي يمكن استغلاله في الشرب أو في أي تطبيقات أخرى. وغالبا ما تعتمد فكرة عملها على تكثيف مقدار من الرطوبة الجوية على سطح معدني مبرد أو وسيط تبريد حيث أن قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة تقل بانخفاض درجة الحرارة ومن هنا تتكثف جزيئات بخار الماء إلى قطرات يتم تجميعها في خزان خاص بذلك. وهناك طراز آخر من مزيلات الرطوبة يعتمد على تمرير الهواء الرطب على مواد مجففة لها خاصية امتصاص الرطوبة الجوية والاحتفاظ بها.
وأجهزة إزالة الرطوبة بالتبريد تكون أكثر كفاءة عندما يكون الهواء الجوي رطبا بحيث لا تقل الرطوبة النسبية عن 48% في حالة درجات الحرارة المرتفعة. وفي حالة درجات الحرارة المنخفضة يفضل أن تكون الرطوبة النسبية أعلى من ذلك.
والماء الناتج من مزيلات الرطوبة يكون منخفض الملوحة جدا بالكيفية التي تجعله صالحا للاستخدام بالتطبيقات المنزلية والزراعية المختلفة. وإن كان لا يوصى باستخدامه لأغراض الشرب بصورة مباشرة حيث لا يكون آمنا تماما. وللحصول على مياه من الرطوبة الجوية صالحة للشرب تستخدم نماذج خاصة بمزيلات الرطوبة تكون مزودة بالمرشحات الخاصة بإعداد المياه لتكون صالحة للشرب مع مراعاة أن يكون خزان تخزين المياه محكم الغلق ومزودا بآليات للتنظيف ليحافظ على جودة المياه.
ويذكر ان هذه التقنية اخذت طريقها للتطبيق خاصة بعد انتشار ما يعرف بزراعة الأسطح المنزلية في الخارج بهدف التغلب على المشاكل البيئية والتي تقوم فكرتها الأساسية على توفير حزم تقنية بسيطة ومناسبة لكل منزل بحيث تكون على هيئة نظم متكاملة ذات احتياجات إنشائية وتشغيلية بسيطة تتطلب الحد الأدنى من مدخلات الإنتاج اتجه التفكير للاستفادة من الرطوبة الجوية في ري تلك الحدائق خاصة بعد الاعتراضات العديدة لاستخدام مياه الشرب في ريها لأنه يمثل إهدارا للموارد التي أنفقت في تنقيتها فضلا عن احتوائها للكلور الضار للنباتات.
وفي الخا

قد يعجبك ايضا