عندما تنتهك الطفولة تموت الضمائر..

عبد الرحمن عبدالخالق


 - قتل الطفلة «روان»!
نامي يا «روان»..
( «روان».. اسم لافت.. جميل وقعه على الأذن أيضا.. أليس كذلك¿
ولاسم «روان» معان جميلة أيضا.. لنرى!
( «روان»: جمع رانية.. أي تلك التي تطيل النظر إلى من تحب أو المحدقة إلى شيء كثير الجمال دون أن ترمش أجفانها المصغية بشغف وانتباه المدارية المبارية في الرفعة والشرف.. هذا ما جاء به قاموس المعاني.
قتل الطفلة «روان»!
نامي يا «روان»..
( «روان».. اسم لافت.. جميل وقعه على الأذن أيضا.. أليس كذلك¿
ولاسم «روان» معان جميلة أيضا.. لنرى!
( «روان»: جمع رانية.. أي تلك التي تطيل النظر إلى من تحب أو المحدقة إلى شيء كثير الجمال دون أن ترمش أجفانها المصغية بشغف وانتباه المدارية المبارية في الرفعة والشرف.. هذا ما جاء به قاموس المعاني.
ومما قيل في معناه أيضا: روان من رانية وهو اسم علم مؤنث فارسي ويعني: الجارية الراكضة السريعة الروح.. وقيل –أيضا- أنه اسم فارسي معناه الروح ويقال إنه صوت الشلال وإنه اسم لنهر في الجنة…
والمعاني كلها تتبارى وتتناغم مع موسيقى الاسم روان.. وإن قال قائل لكن الجارية معنى من معاني روان.. فأين الجمال في معنى الجارية أقول الجارية –هنا- معنى من معاني الجمال فقد كان يتم اختيار الجواري وشراؤهن في مختلف العصور على أساس جمالهن الأخاذ وحسن أصواتهن وطلاوته بل وعلى ذكائهن وفطنتهن والشواهد كثيرة على ذلك في تاريخنا العربي الملوث بداء القهر والاستعباد والشهوات المريضة ولنا في قصص الجواري والغلمان في العصرين الأموي والعباسي مثال فالخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك أهمل أمور الخلافة وأهمل شؤون الناس بسبب حبه وتعلقه بجاريته الفاتنة حبابة وما إن ماتت وأحس هو بدنو أجله بعد موتها بأقل من عشرين يوما أوصى أخاه هشام بن عبد الملك بدفنه معا في قبر واحد..
( يا ترى من اختار لـ«روان» هذا الاسم الأنيق والبديع¿.. الجميل جمال براءتها وهي تساق إلى مصيرها القاتل.. أهو أبوها المتوفي¿.. أهي أمها¿!!
( وهل كان من اختار لها هذا الاسم.. يدرك جمال المعنى فيه وسموه¿.. أم أنه فهم بعض معانيه فهما خاصا به.. فحركت «الجارية» -مثلا- عنده روح النخاسة والنجاسة فقاده تفكيره إلى أن يسوق «روان» كما تساق الأنعام إلى سوق النخاسة لبيعها جارية أمة غير عابئ بسنوات ثمان يانعات هي رأس مالها بطفولتها¿!.. أم أخذ «الروح» من معانيها فقرر إزهاقه تحت ثقل جسد رجل أربعيني أحب أن يغزو طفولة أن يسترد من خلالها وطنا سلب وانتهك.. لا ضير إن كان سلاح المحارب المغوار في ذلك حربة أو سيفا أو فحولة لم يحقق من خلالها إلا قتل الطفلة روان في غير مخدعها روان التي لا تعرف للزواج معنى غير الطبول والغناء والزغاريد والموائد إن وجدت¿..
( وحوش هم!
الأم زوج الأم الرجل الأربعيني «من اختار جسد روان البض حöرثا له!» الجهل التخلف الفقر المجتمع الدولة بمؤسساتها الفاشلة التعليمية والإعلامية والأمنية والقضائية صناع الحروب وفتاوى الموت والنكاح بأشكاله وأنواعه من لا يضعون للإنسان وكرامته حرمة ولا معنى.
( للروائي القريزي الكبير جنكيز ايتماتوف رواية عنوانها «المسلخ» تدور حول الوضع الإيكولوجي العبث بالطبيعة وإبادة الحيوانات قال من خلالها: إن الذئاب أسمى من الإنسان وأعلى من تصرفاته الوضيعة فأثناء الغارة على الظباء في براري مويونكوم «… في ذلك السكون الرهيب لاح أمام الذئبة أكبره وجه إنسان لاح عن قرب فظيع وبوضوح جعلها ترتعد هلعا…».. قال ايتماتوف: «وحش تراءى لوحش»!
وإن علقت صحفية روسية على ذلك بالقول إن الإنسان- الوحش بدا للوحش أكبره مخيفا مرعبا.. فأين وحشية زواج روان ذات الثامنة ربيعا من رجل مقاس «5×8» من وحشية «أكبره» وغيرها من الذئاب والأسود والنمور¿.. من آكلي الجيف¿!.
( لا شيء يقاس بوحشية المضاربين بمصائر أطفالنا روان وغيرها ممن يساقون يوميا إلى الموت إلى الضياع حيث تفتح لهم براري الجوع الشقاء المعاناة فمها تبتلعهم بشهية لا توصف.

قد يعجبك ايضا