للكتابة لذتها.. للكتابة متاعبها أيضا!…

عبد الرحمن عبدالخالق


 - "العقل هو صورة المعقول في نفس العاقل... والإنسان أشكل عليه الإنسان".
أبو حيان التوحيدي
بقدر ما للكتابة من متعة.. بقدر ما لها من متاعب.. وإن كان في بعض تعبها متعة أيضا...
“العقل هو صورة المعقول في نفس العاقل… والإنسان أشكل عليه الإنسان”.
أبو حيان التوحيدي
بقدر ما للكتابة من متعة.. بقدر ما لها من متاعب.. وإن كان في بعض تعبها متعة أيضا…
فأن تكتب أو تتحدث – مثلا- عن علم من أعلام السياسة أو الفكر أو الثقافة يعني ذلك عنـد البعض أنك تسعى لإلغائه ومسحه من الوجود أو أنك تتعدى بذلك على آخر يرى فيه الأحق فيما قلته من وجهة نظره وإن كنت ترى -أيضا- في ذلك الآخر قيمة توازي قيمة من كتبت عنه أو تفوقه في وجهة ما ولا يشفع لك الموضوعية فيما كتبت أو نطقت وعدم جنوحك نحو المبالغة. ولي في ذلك تجارب كثيرة منها الطازج جدا ومنها ما تراكم عليها التراب أو كاد. ومما أحاول كشط التراب عما علق بها وشحذ الذاكرة للإبقاء على اتقادها هو أنني كتبت عن أديب يمني كبير أكثر من مرة أديب له حضوره الأدبي الطاغي فما كان من أديب آخر لا يقل أهمية ولا حضورا منه إلا أن أبدى لي غضبة مضرية كادت أن تهتك حجاب الشمس عني أو تغيبني خلفها وحقر من شأن صاحبه أو زميله في الإبداع الأدبي ومكانته ملاحقا إياه إلى قبره غير مدرك لحقيقة أنه لن يكون كبيرا على المستويين الإنساني والإبداعي إلا في عالم من الكبار فعلو إبداعه وسمو قدره لا يكتسبه إلا من بيئة ثقافية وأدبية على قدر من العلو والسمو.
إن هذا النمط من التفكير والسلوك يجد تفسيره في التعصب التعصب للذات أو للآخر من منطلقات شخصية/ أنانية بحتة أو من منطلقات حزبية وأيدلوجية أو من منطلقات عصبوية ضيقة الجهة الطائفة العرق القبيلة وهو ما يعكس خللا في البنية الفكرية لأصحابها أو انحرافا في معيار العقلانية Rationality كما وصفه بعض الباحثين النفسانيين ويتجلى هذا الانحراف بتصورات غير منطقية كأن يرى الذكاء والأخلاق والشجاعة والإبداع حكرا على فئة معينة من الناس ويدفعه ذلك إلى إطلاق التعميمات غير المدروسة وتنميط البشر وفق مزاج شخصي للخروج بأحكام جاهزة تفضي إلى نوع من العنصرية والوقوف عند الثابت من الأفكار وتحقير التفكير الحر وكبح الاجتهاد المؤسس على التفكير العلمي والمآخوذون بهذه النمط من السلوك والتفكير لا يبحثون إلا عن أصنام لا عن بشر أو روح.

قد يعجبك ايضا