الإقبال على شراء الأوبئة..¿!
محفوظ البعيثي
مع قدوم عيدي الفطر والأضحى المباركين من كل عام يتم إغراق الأسواق ومعظم المحلات التجارية وأرصفة الشوارع في عموم محافظات الجمهورية بأنواع مختلفة من الأقمشة والملابس الجاهزة منها الحامل للمواد المسرطنة وللأمراض الجلدية ومنها الرديء الصنع ومنها المقلد لبلد المنشأ الأصلي مما يؤدي إلى تعرض الكثير من المواطنين الذين يقدمون على شرائها وارتدائها للعديد من الأمراض السرطانية والجلدية وغيرها من الأمراض وإلى تلوث البيئة من ما تحتوي عليه تلك الملابس التي تتهالك بعد أقل من مرور أسبوع من استخدامها من مواد سامة والتي يتم صناعتها منها فلا يكاد يخلو مستشفى أو مستوصفا حكوميا أو خاصا في بلادنا من عشرات النزلاء الذين أصيبوا بأمراض وعاهات عن طريق اقتنائهم للملابس المقلدة والمستعملة إلا أن هذا الأمر الغاية في الخطورة لا يحرك ساكنا لدى الجهات المختصة التي تغرق في نوم عميق على مدار العام وليس قبل حلول عيدي الفطر والأضحى المباركين فقط وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من إغراق السوق المحلية بأصناف متعددة من مخلفات مصانع شرق آسيا من قبل التجار الجشعين الذين يقومون باستيرادها والترويج لها وبيعها في الأسواق الشعبية وعن طريق الباعة المتجولين وبعض المحلات التجارية فيقع المستهلك اليمني في فخ الغش والتضليل والأمراض الخطيرة والقاتلة دون علم منه بالأضرار التي قد تحدث له بسبب اقتنائه لمثل تلك الأقمشة والملابس المقلدة والرديئة الصنع والفاقدة لأبسط الشروط الصحية وكل هذا يجري في ظل غياب تام لدور المؤسسات والأجهزة الصحفية والإعلامية في التوعية بأضرار ومخاطر هذه الأقمشة والملابس على صحة المواطنين وعلى سلامة البيئة وعلى الإقتصاد الوطني وفي ظل غياب دور الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة الصناعة والتجارة وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة في التصدي للتجار الجشعين الذين يستوردون ويبيعون لمثل تلك المواد المسرطنة والأوبئة التي يعاد تصنيعها على شكل أقمشة وملابس جاهزة مع أنه يقع على عاتق هاتين الجهتين الحكوميتين مسئولية حماية صحة وسلامة المستهلك من السلع والبضائع والمواد الإستهلاكية السامة والفاسدة والمقلدة..وحماية السوق المحلية من مخلفات مصانع النفايات والأوبئة المعلبة والمطرزة … بل إنها لم تنشأ في الأساس إلا لهذا الغرض وهنالك أسباب أخرى عديدة ساعدت على تنامي ظاهرة إغراق الأسواق والمحلات التجارية وأرصفة الشوارع بالمواد المسرطنة والناقلة للأمراض الجلدية التي تأتي على شكل أقمشة وملابس جاهزة وبالتالي إلى تحويل بلادنا إلى مكب للنفايات وللمواد الخطيرة على حياة الإنسان وكل ما على الأرض من شجر وأنعام وطيور..
ورغم معرفتي – وإن كانت محدودة جدا – بما تشكله الملابس الرديئة الصنع من أضرار صحية وبيئية إلا أنني كغيري من معظم أصحاب الدخل المحدود لا أجد خيارا آخر سوى خيار التعامل بطريقة غير مباشرة مع المستوردين والمهربين لهذه الأصناف من الملابس إلى داخل البلد ودعمهم وتشجيعهم بنصف راتبي الشهري الضئيل الذي ̷