العيد عيد العافية

جمال الظاهري


 - 
‬من العائدين السالمين الغانمين الطائعين لرب العالمين ‬أبعثها لكل اخوتي ‬في ‬الدين ولكل أحبتي ‬ورفاقي ‬في ‬اليمن السعيد ‬لأهلي ‬وجيراني ‬وزملائي ‬وكلي ‬يقين أن مناسبة عيد المسلمين
جمال الظاهري –

‬من العائدين السالمين الغانمين الطائعين لرب العالمين ‬أبعثها لكل اخوتي ‬في ‬الدين ولكل أحبتي ‬ورفاقي ‬في ‬اليمن السعيد ‬لأهلي ‬وجيراني ‬وزملائي ‬وكلي ‬يقين أن مناسبة عيد المسلمين ‬عيد الصائمين ‬مناسبة استحقت أن ‬يسمى ‬يومها «‬عيد».
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ‬وعفا عنا وعنكم ما قصرنا وما أسرفنا وما هو أعلم به منا عيدكم مبارك وأيامكم كلها سعادة وتسامح وإخاء ‬عبارات الافتتاح حين التقاء الأحبة والأصحاب والناس على اختلافهم في ‬يوم العيد عيد الفطر أول أعياد السنة عند المسلمين ‬يحتفلون به في ‬أول أيام شهر شوال.
غادرنا شهر رمضان وطويت صفحاته وكلنا أمل بأن نكون ممن فازوا في استثماراتهم وربحوا البيع والشراء في أيامه ولياليه, وها نحن المسلمون نحتفل بعيد الفطر ليس لأنه غادر بمشقة صيام نهاره, وإنما هذا الاحتفال يأتي امتثالا للشرع الإلهي واقتداء بسنة خاتم الأنبياء – محمد صلى الله عليه وآله وسلم – وحالنا كله رجاء بأن نكون قد قدمنا لأنفسنا خلال شهر رمضان ما ينفعنا لآخرتنا من خير وعبادات وطاعات وقربات تشفع لنا يوم العرض على الحق العلي القدير.
عيد الفطر ‬هو عيد إتمام العبادات الاستثنائية ‬لذا ففرحة العيد ‬يجب أن تكون استثنائية في ‬مجملها ‬وسامية في ‬قيمها ‬وخارقة في ‬مغزاها ‬ومتممة ومترجمة لوصايا تلك العبادات على الواقع الإنساني الذي يئن تحت الكثير من الضغوط المعيشية, والحروب الأهلية والتفكك المجتمعي الذي أصاب أمتنا العربية في السنوات الاخيرة.
شرع الله العيد لحكمة نعلم بعضها ونجهل البعض الآخر, فتشريع الأعياد الإسلامية, وجعلها من امور التعبد والطاعات ليس خاصا بالديانة المحمدية فقد سبق وشرع العيد لأمم وديانات سماوية سبقت ديننا بعقود, فكان أن شرع الله للأمة الاسلامية عيدي – الفطر والاضحى – كخصوصية لهذه الأمة ‬كي يفرح الجميع بتمام الطاعات, رجلا وامرأة صبيا وكهلا , لا فرق بين ‬غني ‬وفقير ولا حاكم ولا محكوم ‬الكل له الحق بالاحتفال .. بل وملزم بالفرحة والاحتفال في هذا اليوم المبارك.
الكل معني ‬بترجمة الفرحة قولا ‬وعملا ‬وقبل ذلك الكل مطالب بتمثل الحكمة الإلهية السامية والمغزى التعبدي ‬في ‬مثل هذا اليوم ‬فالعيد مثلما هو ‬يوم للفرح ولإظهار نعم الله عز ‬وجل ‬على العباد ‬يستحب فيه التطيب والتوسيع على الأهل والأبناء ‬فإنه في ‬نفس الوقت فرصة لتقوية الأواصر بين الناس وتناسي ‬الخلافات ومداواة الآلام والجراح التي ‬يحدثونها لبعضهم البعض ‬وهو – ‬أيضا – ‬مناسبة مواتية للتواصي ‬بالحق والرحمة ‬لذا شرعت في ‬أعياد المسلمين بعض السنن والآداب التي ‬أوصى بها رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.‬
ومن هذه الحكم التي ‬شرعت من أجلها الأعياد الإسلامية أن تكون أيامها محطة للاسترخاء والترويح عن النفس وتناسي ‬هموم الحياة وتصفية النفوس من الأحقاد والضغائن وتوطيد العلاقات الاجتماعية وإيقاظ مشاعر ‬المودة والرحمة بين المسلمين.‬
ولأن العيد في ‬الإسلام عبادة فإنه لم ‬يأتö ‬فارغا ‬من المثوبة والنعم الفردية التي ‬يجنيها الفرد والجماعة و‬ينعم بها الله جل ‬وعلا على المجتمع المسلم ‬لذا كان عيد المسلمين مختلفا ‬عن أعياد بقية الأمم ‬فقد جمع بين الفرحة والسرور والحمد والشكر لله تعالى على التوفيق في ‬أداء الواجب والمندوب والمستحب والمسنون من العبادات ‬من صوم وصلاة وزكاة وقيام وتلاوة وصدقات وتواصل بين الناس وزيارة للأرحام والأقارب ‬لذا فإنه لا ‬يجوز المقاطعة بين الناس ‬ الندب والبكاء على منú ‬فارق الحياة, فيما يستحب تذكرهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة من الله.‬
«عيد الفطر ‬وعيد الأضحى» ‬مناسبتان للفرح وإظهار نعم الله عز ‬وجل ‬على العباد ‬ويستحب فيهما المرح واللعب والضح

قد يعجبك ايضا