الشراكة المجتمعية ترياق معاناه المحتاجين

أ.د/ عبدالله أحمد الذيفاني

 - 

نودع رمضان, شهر العبادة المكثفة والتطوع الواسع للتقرب إلى الله بشتى أنواع وصنوف الخير, والتي يتقرب بها كل بحسب رؤيته وقدرته, وهو شهر تتزاحم فيه الطوابير المعلنة عن حالة
أ.د/ عبدالله أحمد الذيفاني –

نودع رمضان, شهر العبادة المكثفة والتطوع الواسع للتقرب إلى الله بشتى أنواع وصنوف الخير, والتي يتقرب بها كل بحسب رؤيته وقدرته, وهو شهر تتزاحم فيه الطوابير المعلنة عن حالة البؤس والمعاناة, والفقر, والمرض, الحاجة, أمام المتاجر وبيوت الميسورين وفي الأسواق والطرقات, إلى درجة أن عدد النائمين على الأرصفة يتكاثر بأرقام لافتة للانتباه, وهذا وذاك يعكس قصورا في فهمنا لرمضان والمعاني والدلالات التي يحملها, فهو شهر من شهور السنة, صحيح أنه أجلها وأكرمها, ولكن ذلك لا يعني أن العبادة لا تتم إلا فيه, وأن الناس في بقية أشهر السنة في حل من ذلك, أولهم أن يختصروا ويقصروا, وهو أيضا شهر الإحساس بمعاناة الفئات الفقيرة والمعدمة, بإحساس الناس بالجوع والعطش, ومن ثم تتوالد أحاسيس الرحمة والإقبال على الصدقات, إلا أن الحقيقة المطلقة أن على الميسورين وأصحاب القدرة الإحساس الدائم بمعاناة الفقراء والمعدمين المحتاجين إلى كرمهم الدائم وبما يخفف ويزيل عنهم بعضا من تلك المعاناة.
من هنا نقول أن العبادة مطلوبة منا على مدار السنة وفي كل لحظة وحين, وليس فقط في شهر رمضان مع أهمية هذا الشهر في هذا السياق, وأيضا إعانة المحتاجين والتراحم مطلوب على مدار السنة وليس فقط في هذا الشهر الكريم, ولكنه مطلوب على نحو أكثر تنظيما ومنهجية تجعل من الدافع الخيري مجرى دائم للخير يستفيد منه الفقراء في اكثر من جانب من جوانب حياتهم, فالفقير لا يحتاج فقط إلى الكسوة في العيد أو مصاريف رمضانية, قدر حاجته إلى الأمن الشامل لحياتهم وأبنائهم في وطن يضمن لهم الحقوق الأساسية التي تقرها التشريعات بمستوياتها المختلفة.
من هنا كان على المجتمع والسلطة أن يعملا معا من أجل توظيف القدرات والإمكانيات في سياقات شراكية, تؤمن وسائل وآليات تحقيق الرعاية الشاملة للفقراء والمعدمين على طريق معالجة أسباب الفقر ومدخلاته والعوامل المؤدية إليه, كضرورة لازمة للتخفيف من الفقر وامتصاص البطالة, برؤية علمية وموضوعية, قائمة على الدراسة والتحليل, وتحديد الاحتياجات وتلبيتها وفق آلية موضوعية ونزيهة, والتنفيذ والمتابعة والتقويم, تقوم في محاورها على أساس “نقل المستهدفين من الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على الذات, من وضع الإعالة إلى وضع الإنتاج””..
هذه الرؤية أطلقتها تعز في عام 2007م, وأعدت لها أدبياتها وأجرت لأجلها الدراسات وصممت لأجلها الأدوات الكفيلة بسلامة التنفيذ, وحسن توظيف الشراكة في اتجاه تحقيق الأهداف, وأكتملت الرؤية وأدواتها, وتحددت السياقات والانساق للعمل والتنفيذ, وبما يجعل تعز محافظة رائدة وسباقة في هذا النوع من العمل المجتمعي الضروري واللازم, إلا أن القرار السياسي, ومدخلاته المتمثلة بالمناكفات والتصنيفات, وهذا من يمثل¿ ومع من ¿ ولمن ستئول النتائج¿ وما الهدف الحقيقي من حماس فلان أو علان¿ ولماذا لا يتراجع فلان ويقر للمسئول أو الشريك بحق السلطة وحق الطاعة, وغير ذلك من الأسئلة التي لا تدل في مجملها على وعي بالشراكة ودواعيها وأهمية تبنيها ووضعها موضع التنفيذ, أسئلة تدل على ضيق في الأفق وعدم قدرة على استيعاب المتغيرات, والأضرار التي تتراكم بسبب ظاهرة الفقر وما ينتج عنها من ظواهر فرعية ومعمقة في عمق المجتمع وقيمه وعاداته وموروثه الإيجابي بظهور الإنحرافات والاعتداءات الأخلاقية والاجتماعية التي باتت واضحة جلية للعيان, ويلمس القاصي والداني تأثيراتها التي لا ينكرها الأمن فقد البصر والبصيرة, ومن أجلى تجلياتها فقدان الأمن والسكينة, والسلام الاجتماعي في كثير من مناطق اليمن ومنها تعز التي تشير الإحصاءات أنها باتت تتربع على الموقع الأول في الفقر, والبطالة, وحالات القتل والجريمة… وهذه معلومة لدى المسئولين, ونراهم يبذلون جهودا جبارة, ولكن في ملاحقة النتائج ولا يقفون عند الأسباب. من المهم جدا احتواء النتائج ومعالجتها ولكن في سياق رؤية تمتد إلى الجذور والأسباب لاقتلاع البيئة المولدة لتلك النتائج المقلقة للسلطة والمجتمع على حد سواء.. أن ملاحقة النتائج عملية لن تتوقف ما دامت المنابع تضخ وتثبت الظروف المعينة والمساعدة لولادات متكررة للمشاهد والظواهر السلبية في مناصبها المختلفة. السؤال لمحوري متى يفيق المسئول بأي درجة من المسئولية كانت على حقيقة وجوده في كرسي السلطة وأسباب هذا الوجود, وما المطلوب منه لتحقيق المطلوب والبلوغ بمسئوليته إلى الأهداف المتوخاه منها.. أن اعتماد المسئول على أذنيه والاكتفاء بذلك دون التدقيق والاعتماد على مصادر متعددة منها وأهمها البحث العلمي والنزول إلى الميدان, ومواجهة

قد يعجبك ايضا