توديع حافل لشهر الإحسان والبركات
استطلاع أسماء حيدر البزاز
استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
بدأنا جولتنا الاستطلاعية من الجانب الايجابي المشرق الذي امتلأت به العديد من المساجد حيث شكلت حلقات الذكر والتحفيظ والتوعية الدينية أبرز صور مشاهد العشر الأواخر من رمضان لصغار وأطفال ومسنين معتكفين عن كل ما يشغلهم ويحولهم عن المعنى الأسمى للروحانية التي يعيشونها العزوف عن الأدنى وبهذا الصدد يقول عبد الرحيم غلاب – طالب جامعي : دراستنا وأعمالنا الدنيوية قد شغلتنا كثيرا عن استثمار أيام هذا الشهر الكريم بما هي أحق به , وحتى لا تضيع لياليه المباركة سدى أزمعت أنا ومجموعة من أصدقائي على استغلال هذه العشر الأواخر الاستغلال الأمثل في القيام والاعتكاف وقراءة ورد قرآني كل يوم بالإضافة إلى المساهمة في أعمال الخير والصدقات فهذا الذي سيبقى نفعه لنا وما دونه زائل لا محالة .. هو نفس الحال عن أمة العليم المنصوري – ربة منزل والتي أوضحت قائلة : فعلا ,, شغلتنا القنوات الفضائية ببرامجها التلفزيونية ومسلسلاتها الدرامية كثيرا , ولكني أقررت أن استدرك مافاتني من أيام , ومن يدري لعلها ليلة القدر اليوم أو غدا وأتوفق فيها وأكن من زمرة المقبولين في هذا الشهر الكريم !!
حلقات للمسنات
مسنات هن أقرب إلى نساء قواعد , ولكنهن أحرص إلا تضيع عليهن ساعة واحدة من هذه الليالي المباركة إلا وقد استزدن منها بالذكر والاستغفار والإحسان – تراهن هنا في جامع الحسن بأمانة العاصمة قد شكلن حلقات قرآنية وبالرغم من كونهن غير متعلمات فقد أكتفين بقراءة وترديد السور الصغيرة من الجزء الثلاثين وسورة ياسين وتبارك وأواخر سورة البقرة ويختمنها بالصلوات المتكررة على النبي وآله ثم بالأدعية المأثورة والاستغفار وهو الحال المتكرر نفسه في جامع الشايف ورابعة والمشهد والتقوى .
تقول لنا فاطمة حميد – مدرسة تحفيظ : يرحل رمضان ولم تبقى منه سوى أيام , فمن باب أحرى ألا نفوت فيما تبقى ولا دقيقة واحدة , وها نحن نحاول أن نستغل ذلك بتكثيف المحاضرات الدينية والدروس الفقهية والإرشادات التوعية , ولنا رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قدوة ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها :أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها , وكان إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ..
لا يحرمها إلا محروم
أي نعيم ستجده ¿ استهلت الداعية إيمان النجدي حديثها معنا : بقوله تعالى {ليúلة الúقدúرö خيúر مöنú ألúفö شهúر} مبينة : هي ليلة من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وضفر برمضان والقبول ومن توفق فذلك دليل على صحة الإيمان وقبول الطاعة والعبادة , أضف إلى ما سيلقاه من ثمار إزاء تلك الدعوات المحفوفة بالصلاح والهداية والاستقامة وهناء العيش ورغد الحياة والذرية الصالحة والحسنات الجارية في حياته ومماته والنجاة من السوء ومكائد الكائدين والحاسدين وتقوية شوكته وتمكينه في الأرض والقبول والمحبة بين الناس ووجاهة مركزه وحفظ أسرته وأهله وتوفيقه بحسن الخاتمة وأي نعيم آخر سيجده في جنة عرضها السماوات والأرض !! وهذا ما أكده العلامة محمد عبده عثمان : أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله – عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده ) وكان كثير الاجتهاد في تحري ليلة القدر وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي ) وفي ذلك قال أبي بن كعب رضوان الله عليه : ( والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين) ” وفي ذلك يشد المصطفى من عزائمنا قائلا : إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرöمها فقد حرöم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول , قال: “قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ).
علامات ليلة القدر
هناك علامات لليلة القدر منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها , وقوله : ( ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ) , وقوله : ( ليلة القدر ليلة بلجة ” أي مضيئة ” لا حارة ولا باردة لا يرمى فيها بنجم ” أي لا ترسل فيها الشهب”.