شياطين الإنس بلا قيود !!
حمود البخيتي
حمود البخيتي –
كلنا يعرف أن هناك شياطين من الجنوهناك شياطين من الإنس..والفارق أن شياطين الجن يعملون احد عشر شهرا في العام وشهر رمضان إجازة إجباريةفقد تكفل رب العزة والجلال بتكبيل وتصفيد شياطين الجن في شهر رمضان ليكون موسما لنا للإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي والسيئاتويرجوا الجميع أن تتحقق له في أوله الرحمةوفي أوسطه المغفرةوفي آخره العتق من النار..وبهذا يكون شياطين الجن قد أراحوا واستراحوا..أراحوا عباد الله من شرورهمواستراحوا من خلال التخفيف من ذنوبهم.
لكن شياطين الإنس ليس لديهم عطلة ولا إجازة سنويةوهم يعملون على مدار العام للإيقاع بعباد الله في شراكهم.
فشهر رمضان يمثل تطهيرا للنفس البشرية من وعثاء عام كامل تلحق بالنفس البشرية ما تلحق..لكن البعض وهم أشد وطأة بين شياطين الإنس يمعنون في الأذاء المادي والمعنوي بل والصحي من جراء جلب المتردية والنطيحة إلى أسواقناوالتفنن في الغش وتطفيف المكاييل والموازنين..وتحول الشهر الكريم من فسحة لجني الطاعات واجتناب المعاصي والسيئات إلى موسم لجني الأرباح المادية المشروعة وغير المشروعة في ظرف استغلالي لنهم استهلاكي لايقره دين أو الشهر الفضيل.
ليس هذا ضربا من السجع والإطنابإنما هو قراءة حقيقية لأسواق ملئت بما هب ودب..وكل ما تلفظه أسواق الآخرين تجده في أسواقنا.
غش وتدليس وتفخيخ لبطون وعقول المستهلكين نهارا جهارا عينا بيانا ولا حسيب ولا رقيب..ولا تقولوا لي هناك حكومةووزارات وهيئات ومنظمات..فالجميع عبارة عن هياكل عظمية وإن كانت الهياكل تنفع في العلوم الطبيةأما هولاء لا يغنون ولايسمنونومنهم من هو متورط في زيادة الطين بلةوعلى مسؤوليتي.
وليس هولاء هم المشكلة وإن كانوا من صانعيها..ولكن المستهلكين بسبب انعدام الوعي والترشيد الاستهلاكي هم جزء من المشكلة..لذلك نلمس هوسا في الشراءونهم استهلاكيا يزداد في رمضان ويلجأ كثير من الأفراد والأسر إلى الاستدانة أو بيع بعض المقتنيات لما يسمونه احتياجات رمضانوهو ما يسهم في الاختلالات الكبيرة لميزانية الأسرة..هذا إذا ما أدركنا أن الشهر الفضيل يتبعه عيد وهذا له طقوسه..ويتبعه موسم العودة إلى المدارسوسرعان مايداهمنا عيد آخر.. مما يدخلنا في تخبط معيشي غير مقنن.
لذا فالتخطيط لميزانية الأسرة في خبر كان..ناهيك عما يخلفه ذلك من مشاكل أسرية واضحة للعيان.
وإذا كنا نعاني من ظروف اقتصادية بالغة التعقيد..فإننا في نفس الوقت قد أضعنا البوصلة حكومةومجتمع..كما أن الحديث الشريف”صوما تصحوا” والآخر “من غشنا فليس منا”قد تهنا عن الاقتداء بهما..ويكفي لذلك أن يتابع المهتم منا أسواقنا والأعداد الكبيرة لحالات الإعياء والأمراض لاسيما المعوية منها التي تصل على ماتسمي نفسها مستشفيات ومراكز صحيةلكن اعرف أنها مسالخ بشرية.
الخلاصة:
فقدنا كل الحكمة والمسؤوليةحكومة ومجتمعاوأصبح يسود مجتمع الغاب الاقتصادي..وما الإعلانات والأخبار الصادرة عن جهات حكوميةوغيرها إلا لذر الرماد على العيون.
فان كنتم لاتنفعون..فلماذا تضرون¿!!
ومن هو التاجر¿!!
ومن هو المسؤول¿!!
السكوت عن الكلام المباح:
بعد ثلاثة أشهر من التواصل مع القراء عبر الغراء صحيفة الثورة..التي عبرها أقول إننا بحاجة إلى ثورة لكبت شهواتنا الشيطانية..وثورة تعيد إلينا القيم والأخلاق التي بدأنا نفقدها في مجتمعنا.
ولأن كل ما تناولناه يعد كلاما مباحا..فإننا سنسكت عنه خلال الشهر الفضيلوإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب..صوما مقبولاوذنبا مغفورا وكل عام والجميع بخير..