الحراك الوحدوي

أ.د عزيز ثابت سعيد

 - قال لي أحد الاصدقاء لم تتعب نفسك وتكتب عن الوحدة وأهميتها في عالم اليوم الذي  يريد أن يمزق العالم الثالث شرممزق ويحول الوطن العربي إلى أكثر من 100 دويلة إن استطاع إلى ذلك سبيلا¿  فقلت وهل ترى أن علينا أن نظل قابعين راضين بقضاء الشياطين الكبار في العالم ولا نحرك ساكنا¿ وما لي لا أتحدث عن اليمن
أ.د عزيز ثابت سعيد –
قال لي أحد الاصدقاء لم تتعب نفسك وتكتب عن الوحدة وأهميتها في عالم اليوم الذي يريد أن يمزق العالم الثالث شرممزق ويحول الوطن العربي إلى أكثر من 100 دويلة إن استطاع إلى ذلك سبيلا¿ فقلت وهل ترى أن علينا أن نظل قابعين راضين بقضاء الشياطين الكبار في العالم ولا نحرك ساكنا¿ وما لي لا أتحدث عن اليمن ووحدته وهذه الوحدة هي الحسنة الوحيدة المضيئة في ليل العرب الكالح الذي طال حتى يئس الناس من مجيء فجره¿ فرد صديقي: وأين أنت من خطاب “زناقل” الحراك الذين غرسوا أفكارهم الانفصالية في عقول إخواننا البسطاء ليلا ونهارا سرا وجهارا أوهموهم أنهم يعيشون في ظل استعمار بغيض لا يشابهه استعمار وأوهموهم أننا (إخوانهم في المناطق الشمالية) أغتصبنا أرضهم ونهبنا ثرواتهم وحرمناهم من الوظائف العامة فقلت لكننا إخوانهم البسطاء لسنا من فعل هذا بهم بل فعله كبراؤهم وكبراؤنا الذين تسيدوا علينا وعليهم من الشمال والجنوب وعليه فليس عدلا أن نشير بأصابع الإتهام لبعضنا فكلنا تحت نير الظلم تحت “هج أعوج نجره” على حد تعبير الثائر القردعي– رحمة الله عليه – الذي يصف حال اليمنيين في أربعينيات القرن الماضي حيث كانت القوى المتسيدة عليهم تسومهم سوء العذاب والذل والمهانة وفي الوقت ذاته تجييشهم ضد بعضهم البعض. وما أشبه الليلة بالبارحة مازلنا نعاني نفس المعاناة! إن سبب شقائنا جميعا هو الافتقار لدولة نظام وقانون فنحن ومنذ قيام الثورتين اليمنية في الشمال والجنوب لم نر ولم نعش حتى خمس سنوات دون أزمات أوحروب والإنفصال أو حتى الفدرلة لن يشكلا حلا ومخرجا فإخواننا الكرام في المحافظات الجنوبية كان لديهم الثروات النفطية والسمكية وغيرها قبل الوحدة ومع هذا كانوا يقبعون تحت نظام مستبد ومتسيد بل ومتجبر يعيش الحزب الحاكم في أعلى عليين ويعيش الشعب في أسفل سافلين ذلك لأن حمى التسلط والتسيد هي واحدة شمالا وجنوبا… ورغم الإيمان بالماركسية نظاما فقد طبقت تطبيقا قبليا وحين اختلف الرفاق نسوا مبادىء ماركس ولينين وإنجلزوضربوا أبشع الأمثلة في سحل بعضهم البعض طبعا كل مسنود بقبيلته وعشيرته. وعليه فإن عافنا إخواننا وقرروا الانفصال فإن فرقاء الأمس الذين ساموهم سواء الجوع والعذاب لن يصبحوا ملائكة وهم وأولئك الذين على شاكلتهم هم من سيمسك بمقاليد الأمور وسيدخلوننا ويدخلونهم في أتون أزمات وحروب حتى يظلوا هم السادة ونحن العبيد… إذا فهم أقوى بنا ونحن بهم أقوى. إن مطالبنا نحن الشعب في زوايا الوطن الأربع هو دولة نظام وقانون دولة أحادية ديمقراطية لا مفدرلة ولا مؤقلمة دولة نظام لا يفرق بين شمالي وجنوبي بين تعزي وصنعاني بين ماربي وحضرمي بين عدني وأبيني بين لحجي وضالعي و إبي بين تهامي وجبلي. نظام برئيس أو رئيس وزراء ينتخبه الشعب لا أموال الشعب المغتصبة نظام ببرلمان يظم من يرتضيهم الناس وليس من يسيدهم علينا الحاكم وعسكره. نريد نظاما يقيم وزنا لإنسانية المواطن العادي ولتعليمه ومرضه وجوعه وعريه وكذا لطريقة معاملته خارج حدود بلده فلنناظل سويا حتى نظهر جدار قوى التسلط التقليدية القبلية والجهوية والمناطقية وننقب تحصيناتها بتماسكنا و بوحدتنا هذه هي الثورة الحقيقية…وهذا هو الحراك الذي ننشده حراك لأجل اليمن—كل اليمن.

قد يعجبك ايضا