خواطر في خطاب الرئيس هادي
ناجي عبدالله الحرازي
ناجي عبدالله الحرازي –
الرئيس هادي ومستقبل اليمن
مرة أخرى يطرب الرئيس عبدربه منصور هادي أسماعنا بخطاب جديد دعا فيه اليمنيين إلى استثمار أجواء شهر الصوم والعبادة في نشر قيم التسامح وروح المحبة والإخاء والتعاطف والتراحم والتكافل والخير والعدل وغيرها من العبارات التي لن يختلف عليها أحد.
ومرة أخرى يدعو الرئيس هادي أبناء اليمن إلى تأمل أوضاعهم والنظر بعين الحكمة إلى ماحولهم وإلى ترسيخ فضائل الحوار والتفاهم والعمل على تجاوز الأخطاء والسلبيات وإلى تظافر الجهود للحفاظ على منجزاتهم ومقدرات اليمن وما تحقق حتى الآن في شتى الميادين ..
وهنا يضرب الرئيس هادي بعض الأمثلة عن ما يرى أنه تحقق سواء ما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني أو إعادة هيكلة أجهزة الجيش والأمن أو مساعي إنهاء الانقسام والابتعاد عن ما لا يخدم استقرار وأمن ووحدة وسلامة اليمن واليمنيين كافة.
نطريا لا يمكن الاختلاف مع ما تضمنه خطاب الرئيس هادي الذي وجهه لليمنيين بمناسبة شهر رمضان .. لكن الواقع العملي يفرض علينا طرح أسئلة عديدة أهمها : هل بالفعل تمكن مؤتمر الحوار الوطني وفرق العمل المنبثقة عنه من تحقيق التقدم المنشود وفقا للجدول الزمني المحدد سلفا ¿ وهل تمت عملية إعادة هيكلة أجهزة الجيش والأمن نصا وروحا وبات بإمكان اليمنيين جميعا الاطمئنان إلى أن هذه المؤسسة العسكرية والأمنية أصبحت خارج اللعبة السياسية وأن ولاءها بات محددا في الدولة والشعب المصالح العليا لليمن ¿
أما عن مساعي إنهاء الانقسام والابتعاد عن ما لايخدم استقرار أمن ووحدة وسلامة اليمن واليمنيين فالأمر بحاجة إلى مزيد من الحقائق الميدانية .. خاصة إذا تأملنا وسائل إعلامنا المرئية أو المطبوعة وحتى مواقع الإنترنت اليمنية التي خاطبها الرئيس هادي أيضا في كلمته الرمضانية ودعاها لأن تستشعر مسئوليتها الوطنية وأن تكون جزءا من الحل لا من المشكلة.. فالثابت لدى من يتأمل أداء كثير من هذه الوسائل أن بعضها أو بمعنى أدق من يقف ورائها لم يستوعبوا بعد روح المرحلة الجديدة التي يعيشها اليمن وأبنائه ولم يدركوا أن عليهم التوقف عن تبادل الاتهامات أو تحمل الآخرين مسئولية المشاكل التي نعاني منها كما أن عليهم أيضا تحمل مسئولية إنجاح مؤتمر الحوار الوطني قولا وعملا بدلا من التشبث بالماضي وادعاء أنهم صامدون ولن تتزحزح مواقفهم .
وكما جاء في خطاب الرئيس هادي يتطلع أبناء اليمن إلى أن يسهم أصحاب الفكر والقلم في إنجاح التسوية السياسية المنشودة كما يتطلعون إلى تبني وسائل إعلامنا – رسمية كانت أو حزبية أو مستقلة – نهجا جديدا يحمل في طياته رسائل وطنية إيجابية تعمل على تنمية الوعي المجتمعي بأهمية التطلع للمستقبل بعيدا عن أخطاء الماضي .
ذلك أن الرئيس هادي وقد أصبح الآن قائد سفينة اليمن كان واضحا في تأكيده على أنه ليس أمام اليمنيين من خيار سوى السير إلى الأمام مهما كانت التحديات لأن الانجرار للماضي لن يمكنهم من المحافظة على وطن موحد ديمقراطي يكفل لجميع أبنائه حقوق المواطنة المتساوية والإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية اليمنية .
أين كنا وأين أصبحنا¿
في شهر رمضان اعتدنا منذ سنوات عديدة أن ننعم بهدوء غير مألوف ونحن نعيش أيام الشهر المبارك .. وكان الهدوء يشمل مختلف جوانب حياتنا ..
هدوء في منازلنا وهدوء في شوارعنا .. وهدوء في مقار عملنا … هدوء حتى في أسواقنا المزدحمة بالبشر ..
حتى أن رمضان كان بالنسبة للكثير منا فرصة للعيش بهدوء والتفرغ شبه التام للصوم والعبادة دون الشعور بمعاناة الجوع أو العطش..
ترى أين وصلنا هذه الأيام وكيف تبدلت حياتنا حتى خلال أيام شهر رمضان .. شهر الصوم والعبادة ¿¿ وهل مازلنا ملتزمين بآداب الصوم التي تعلمناها على أيدي أبائنا وأجدادنا ¿¿ أم أن حياتنا أصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه في الأيام الخوالي¿¿