إنسان اسمه حامد جامع!
عبدالرحمن عبدالخالق
عبدالرحمن عبدالخالق –
فيه من كل شيء جميل أجمله فيه من الصومال جمال الإنسان وبساطته وفيه من عدن طيبة أهلها وسماحتهم وزرقة بحره واتساعه.. وفيه الكثير من رفاق دربه الأستاذ عمر الجاوي والدكتور عبد الرحمن عبدالله إبراهيم والدكتور أبوبكر السقاف والأستاذ خالد فضل منصور بل فيهم الكثير منه.. ذلكم هو الأستاذ حامد جامع الذي إن افتقدته وجدته في عدن وتحديدا في كريتر وإن افتقدت عدن وجدتها فيه.
> حامد جامع.. ارتبط بعدن ارتباط المشöيمةö بالجنين عرفته أزقتها وحواريها كلها.. عاشق متيم بها عرفه البسطاء من ناسها..
> اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ومجلة “الحكمة” ولاحقا صحيفة “التجمع” كان البيت الذي يأوي إليه..
> ارتبط حامد جامع مبكرا باليسار التقدمي ممثلا بـ”الاتحاد الشعبي الديمقراطي” وبـ”حزب التجمع اليمني الوحدوي”.. حين ألتقيه أو أراه لا أراه إلا مبتسما متحدثا بضجيج صامت هادئ.
> لم أجده يوما شاكيا أو باكيا…
> غزير في ثقافته ملم بأحوال البلاد والعباد.. والفكر عنده ليس أيقونة يقف أمامها متعبدا كأصحاب (الجملة الثورية) إنما هو أداة لفهم الواقع وتغييره بما يخدم الإنسان ويحرره من إسار الحاجة والفاقة ووسيلة للمزيد من الحرية والتقدم الاجتماعي.
> قد لا تجد اسم حامد جامع في قوائم التعيينات أو المناصب.. ليس عن عجز وإنما بدواعي الترفع عن المناصب والألقاب..
> ناكر للذات هو وزاهد.. ولا أظن إلا أن يكون أحب الألقاب إليه هو الإنسان.. لأنه مفرط في إنسانيته.. العمل والإخلاص لما يعمل أعلى مناصبه وسر تألقه.
> لحامد جامع الكثير من الترجمات منها ما طبöع ومنها ما ينتظر.. تجده فيما ترجم سلس اللغة محúكöم البناء كأنه يقف أمامك متحدثا بأسلوبه المعتاد المحببö للنفس.
> لم يسع حامد جامع يوما للتكريم.. بل لا أظنه قادرا أن يتخيل نفسه -يوما- في موقف المكرم.. رغم ما يستحقه من تكريم وثناء لجهود قدمها بنكران ذات وبمحبة لا تحد.
> أعماله وثراء ما قدمه هو تكريمه العالي…
> إن أدعو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام التي ينتمي إليها وظيفيا لتكريمه.. إنما أدعو -حقيقة- لتكريم نفسها قبل تكريمها لقامة هي بعلو إنسان اسمه حامد جامع.
> خاتمة:
لا تحيا على الأرض/ كمستأجر بيت/ أو زائر ريف وسط الخضرة…
ولتحيا على الأرض/ كما لو كان العالم بيت أبيك…
ثق في الحب وفي الأرض وفي البحر/ ولتمنح ثقتك قبل الأشياء الأخرى للإنسان…
امنح حبك للسحب وللآلة والكتب…
ولتمنح حبك قبل الأشياء الأخرى للإنسان.
الشاعر التركي الكبير/ ناظم حكمت