الفن والخلق

سهير السمان

سهير السمان –

تختلف معاني المصطلحات المطروحة لتعبر عن حالة أو مظهر أو أي شيء آخر فمصطلح “فن” يتفق عليه الكثير أنه مجموعة من الأعمال المختلفة من مسرح ورسوم تشكيلية ونحت أعمال روائية وغيرها… وهو ما أطلقه الغربيون على ما ينتجه الفرد ويذهب علماء الاجتماع إلى أن أي عمل فني أو أي قطعة فنية لا تحمل خصائص فنية ذاتية بل هي توصف بالجماعات التي تضفي عليها تلك الصفة وتميل وجهة النظر السيوسولوجية للفن أنه مكبلا بالسياسة أي الصراع بين الجماعات الاجتماعية المختلفة فالفن ليس له مكانا خاصا به فهو نتاج الجماعات
ولكن الفن هو حالة خاصة تبرز من مجموعة مؤثرات وحالة ينتجها العقل وتختلقها الروح عندما تجتاز المألوف لإطار غير مألوف هل يستطيع المرء أن يبدع دون أن يكتشف ذاته ويفهمها¿ وهل للمرء أن يصل لها دون أن يكون حرا لاتحكمه تلك المعتقدات والتقاليد ولا يحده مكان أو يحصره زمان لا تقيده قبيلة أو أسرة هنا نستطيع أن نقول من امتلك إنسانيته أمتلك فنا خلاقا يعúبر به داخل مكنونات النفس البشرية يتوحد مع الكون ليصيغ منه مقطوعته الفنية يؤلف من المختلف مشتركات لعالمه الجديد حينها لا تكون حواسه وحدها هي الوسيط لخلق ذلك بل يجتمع ما وضعه الله في مكنونات الأشياء لتبوح له عن سرها وتتحول لعملية خلق فني وهذا الذي وجدناه في تلك الحضارات البائدة ونعده الآن من العجائب ما هو إلا تلك الرؤية المتحررة التي أوصلت العالم لمدارك فك شفرات الجينيوم والوصول لعلم الذرة والقدرة على فهم أسرار الكائنات الدقيقة التي تتحكم في أجسادنا ليس سهلا ذلك العقل البشري الذي حطم أصنامه وحلق في أجواء الحرية المثلى. أن يكون خلاقا ومبدعا وخليفة في الأرض.

قد يعجبك ايضا