حراس الموتى

محمد المساح

 - انقلب الزمن.. وانطفأت حمحمات وصهيل الخيول على التخوم.. حتى الرياح التي كانت تهب أو على وشك الهبوب لتحرك حبيبات الرمل في أطراف الصحاري وأمادها سكنت.. بحار وجبال ووهاد وكأن الأمكنة.. هجرت.. و
محمد المساح –
انقلب الزمن.. وانطفأت حمحمات وصهيل الخيول على التخوم.. حتى الرياح التي كانت تهب أو على وشك الهبوب لتحرك حبيبات الرمل في أطراف الصحاري وأمادها سكنت.. بحار وجبال ووهاد وكأن الأمكنة.. هجرت.. وفارقوها ساكنوها.. إلى أطراف المقابر يحرسون الموتى خلال نومهم الأبدي وهدير وصخب موجعين.. يلازمان أطراف القلب.. عنف الألم والنزيف الداخلي يطالبان العين أن تدمع.. ليتنفس المكروب.. لكنها العين لا تدمع.. والبصر يرى ولا يرى.. وشبه الوهم.. أو هو الوهم الذي يتناسل حقائق عبر مصدقة تتهيأ في الأفق.. لتزمجر وتعربد بتكنولوجيا برابرة الألف الثالث.. وهم يتهيأون.. بصرير الأسنان الفولاذية على البحر والبر والفضاء.. حتى لا يطير الطير.. وتنكمش الأشجار تعود جذورها نحو الأعماق.. أيسير الزمن.. في دورته الاعتيادية¿ أم تنبؤات هجرت كتب العرافين.. وأحرق الوراقين صحفهم.. في انتظار الغوامض التي لم تفصح بعد عن وصولها.. أمور تجري في مسارات يتحكم في اتجاهاتها وخطوطها ودروبها.. عتاولة البرابرة الجدد.. وكأن العالم استسلم لحقنة التخدير والسكون.. أهو الرهان على الحرية.. أو هو الرهان المقبل على الهاوية¿ أو أن الحواس أصابها الوهن.. تساؤلات تنسل أسئلة صامتة معزولة.. بعيدة الغور.. شعور غامض ينبعث من عصور الجليد.. يلتوي في بقايا رماد!.

قد يعجبك ايضا