اليمن..أولى بالرعاية!!

حمود البخيتي


 - 
ظلت الصين تحظى بالدولة الأولى بالرعاية في الولايات المتحدة الأمريكية ورغم الكر والفر التي تصل بين الجانبين إلى درجة العداوة .. إلا أن الكونغرس الأمريكي يجدد للصين بأنها
حمود البخيتي –

ظلت الصين تحظى بالدولة الأولى بالرعاية في الولايات المتحدة الأمريكية ورغم الكر والفر التي تصل بين الجانبين إلى درجة العداوة .. إلا أن الكونغرس الأمريكي يجدد للصين بأنها دولة أولى بالرعاية كل عام .. وظل هذا الوضع قائما حتى انضمت الصين إلى عضوية منظمة التجارة العالمية مؤخرا.
لم تكن الولايات المتحدة تقوم بذلك حبا في الصين إنما لمصالح كانت تفرض عليها القيام بذلك رغم أنفها.
والذين يدركون أهمية ومنافع قوانين منظمة التجارة العالمية يهتمون بجني المكاسب أو على الأقل الخروج بأقل الخسائر .. فقد ظلت الصين تحرص على أن تصنف من الدول النامية ولم تلتحق بمنظمة التجارة العالمية حتى استفادت الاستفادة القصوى من ذلك .. وبانضمامها لم تعد بحاجة إلى تفضل الكونجرس الأمريكي بإعطائها الدولة الأولى بالرعاية.
ناهيك أن هناك في اتفاقيات المنظمة ما يتيح مبدأ المعاملة بالمثل.
ما دعاني إلى هذه التناولة هو كيف أننا نهدر كل السبل التي يمكن لنا أن نستفيد منها وهي بمثابة الحقوق لنا دون أن ندخل في طرق الاستجداء والاستعطاف للآخرين.
لا توجد دولة في العالم حدودها مباحة وأسواقها مستباحة لمنتجات الدول الأخرى بل ونفاياتها مما تلفظه أسواقها .. فأصبح كل شيء يرد إلى أسواقنا أهلا وسهلا به .. وكل شيء مما هو مفيد نقوم بتصديره يخضع للأهواء والأمزجة .. ولا نعرف متى يعرف أولي الأمر منا بأنهم يهدرون حقوقنا ويفرطون في مصالحنا .. مع أن لنا الحق أن نعامل بالمثل.
غير خفي على أحد بأن أسواقنا حبلى بالمتردية والنطيحة ورمضان يغرق أسواقنا بكل ما تعافه النفس .. نحن المطلعين على هذه الأمور نعرف تمام المعرفة بأن أسواقنا أضحت مقلبا كبيرا لنفايات أسواق الآخرين!!
وكذلك نعرف أن هذه البضائع لا تنزل إلينا من السماء بل تدخل وتمر مرور الكرام من بين ظهرانينا وبإرادتنا وبغض النظر عنها أحيانا أخرى.
ومع تلك الخروقات الصحية والبيئية والمضرة باقتصادنا نجد من ينبري للدفاع عن دول منشأ هذه البضائع ويروج لها بأنها أفضل من منتجاتنا.
لم أجد مطلقا من يتحول إلى عدو لبلاده واقتصادها إلا في يمننا الحبيب.
أذلك جهل¿!!ربما.
أذلك عدوان¿!! أكيد.
أنستطيع رد العدوان¿!!
نعم ولو بالتي هي أحسن.
خاطرة لكل ذي ضمير
وأنا أكتب هذه التناولة تذكرت أنني كنت في إحدى المرات أشارك في مؤتمر بشأن حماية المستهلك في الإمارات ووجدتها فرصة عندما كان يدير إحدى الجلسات أحد مدراء هيئات المواصفات بدول الخليج .. حينها طلبت الحديث وقلت له بشكل مباشر: أليس من الأخوة والدين أن تمنعوا مايرسل إلى أسواقنا من بضائع تعرفون أنها ليست جيدة ¿! وأوضحت أن هناك بضائع غير معروفة ولا تلقى قبولا لدى مستهلكي دول منشأها ولكنها تجد طريقها إلى أسواقنا.

الخلاصة:
ü لقد رد علي هذا المدير – وعنده حق – بكلمات قصيرة مفيدة “خلي حكومتك تحميك”.

إلى الحكومة:
ü أليس من المخجل أن نهتم بمصالح الآخرين ولا نهتم بمصالحنا¿!!
أليست اليمن أولى بالرعاية¿!!!!

قد يعجبك ايضا