شيء أسمه القانون !

أحمد غراب

 - المشاكل في اليمن أشبه بالكوريين كلها شبه بعض وكلها سببها الجهل وغياب القانون وطالما ظل القانون آخذ إجازة فإن عملية التغيير سيكون مصيرها اشبه بعملية اللوز التي تنتهي برميها في منديل .
أحمد غراب –
المشاكل في اليمن أشبه بالكوريين كلها شبه بعض وكلها سببها الجهل وغياب القانون وطالما ظل القانون آخذ إجازة فإن عملية التغيير سيكون مصيرها اشبه بعملية اللوز التي تنتهي برميها في منديل .
نعم هناك اياد تلعب بالخفاء ولكن ما ساعد هذه الايادي وجعل لعبها سهلا هو غياب القانون.
باختصار القانون في هذا البلد عبارة عن منشور حائطي يقول ” اذا طال الزمان ولم تروني فهذه ذكرياتي فاذكروني ” ومعلق تحته صورة لإبراهيم الحمدي الذي رحل القانون واليمن المدني برحيله.
تمشي فوق باص في شارع رئيسي جوار وزارة المالية في العاصمة فتجد امامك في وسط الشارع نقطة عسكرية ويركب معك فوق الباص ناس مسلحين مدنيين او قبليين وبكل بساطة يخرجوا من جيوبهم تصريح ويواصلوا طريقهم مع العلم انه لو حصلت ابسط مشكلة مع هؤلاء في أي مكان في العاصمة سيباشرون باطلاق النار على اتفه مشكلة.
انت تعرض أمن الناس الى الخطر بالتصاريح التي تمنحها للمسلحين ايا كانوا والسؤال ماهي مهمة القانون في هذا البلد يحمى الناس ويؤمنهم من الخوف في الشوارع والاسواق والاماكن العامة ويمنع دخول الاسلحة بجميع اشكالها ومرور المسلحين بأسلحتهم وسط الناس¿!! ام يمنح تراخيص حمل الاسلحة¿!.
فلتتحملوا اذن مسؤوليتكم امام الناس عن أي كارثة او جريمة قتل قد تحصل بسبب التصريحات التي تمنح لحمل السلاح في المدن ارواح الناس ليست رخيصة.
باختصار منح ترخيصات واستثناءات لحمل السلاح دون محاسبة حامليها على اخطائهم هو امر ضد القانون نفسه ويساهم في إخلال أمن الناس.
تتعاملون مع كل شئ على انه شئ اضطراري حتى ان القانون لفظ انفاسه بدعوى انه مضطر واصبح في إجازة اجبارية .
القانون عندما يحمي الناس يقوي نفسه وعندما يتردد ويتوجس يصبح واهيا كـبيت العنكبوت عاجزا عن حماية نفسه ولهذا تجد من لايتورعون عن عمل أي شئ الذي يقتل مواطنا سيقتل شرطيا والذي يقطع طريقا سيضرب كهرباء وسيفجر انابيب نفط.
حين يكون للقانون هيبته الكل يعرفون قيمته حتى في غيبته أما عندما يكون شعاره إس إس السلام عليكم وفديت الوجه الذي قفا فلا شك أن بيت الباني سيكون خرابة تروح دول ما تحصل شرطيا واحدا في شوارعها وتلاقي الناس خائفين مترقبين لايجرأون على ارتكاب أية مخالفة للقانون يهابون كاميرا في زاوية شارع حتى الكلب -أعزكم الله- تلاقيه منتظر إشارة المرور متى تفتح.
كلما سكتت الدولة عن جريمة تطال امن الناس يضعف القانون وتضعف هيبته وتتكرر الجريمة مرة ومرتين وثلاث واربع إذ لا قيمة لقانون عينه بصيرة ويده قصيرة لا تطال إلا الضعفاء¿!.
غياب القانون يساعد في تغذية واستمرار الفوضى ويجعل البلد في كف عفريت لأننا نحبسه في الاوراق والادراج والخطابات والتصريحات ولانطبقه في الواقع هنا يختلط الحابل بالنابل ويكثر القتل ويصبح استقرار البلد رهنا لتصرفات فردية او قبلية او فئوية او مناطقية او حزبية وتحضر جميع انواع الفلتانات والموبقات والطامات ويصبح شعار المواطن يافصيح لمن تصيح.
“اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي”

قد يعجبك ايضا