أرض المعجزات الحضارية وفردوس اليمن ونهرها العظيم

محمد محمد العرشي


محمد محمد العرشي –
أخي القارئ الكريم.. لقد كان وادي ضهر الرئة التي كانت صنعاء تتنفس منها ولقد كان الجنة التي تزرع فيه جميع الفواكه والنباتات والورود بأنواعها المختلفة. والتي كان أبناء صنعاء ولاسيما المقتدرين منهم يعتبرون الوادي والقرية (قرية القابل) والروضة وبني حشيش وذهبان وثقبان من المخارف التي يقضون أشهر الخريف.
هل استوعبنا ماذا عملنا ببيئتنا في هذه المديريات والمدن والقرى والمحلات حتى غارت مياهها وجفت غيولها ونضب نهرها الذي وصفه الكثير من الرحالة بأنه نهر حقيقي لغزارة جريان المياه فيه لقد يئست من جيلي الحاضر والأمل في شباب المستقبل ليعيدوا للأرض كرامتها وبهائها ويعيدوا استخراج غيولها ويتركون المبيدات الكيميائية الزراعية وأن يتبنوا ثورة زراعية شاملة وينسون ويتناسون العقد النفسية التي تراكمت عبر الأجيال بدلا من تفريغ طاقاتهم فيما لا يغني ولا يفيد.
أخي القارئ الكريم …
مديرية همدان: تقع في محافظة صنعاء في الجزء الغربي منها. يحدها من الشمال مديريتا: عيال سريح وريدة (محافظة عمران) ومن الجنوب مديرية بني مطر وأمانة العاصمة ومن الشرق أمانة العاصمة ومن الغرب محافزة عمران (مديرية ثلاء) ومحافظة المحويت (مديرية شبام كوكبان). وتبلغ مساحة المديرية 598كم2 وتضم المديرية (133) قرية تشكل (4)عزل هي:
(بني مكرم جشم ربع همدان وادعة). وبلغ عدد سكانها في عام 2004م (85.068)نسمة.
وتنقسم مديرية همدان إلى أربع عزل تتكون من العديد من القرى على النحو الأتي:
• عزلة ربع همدان وتتكون من القرى التالية: (مذبح القنحة الضميه انجر الحمره المدرج الصلول بيت مجحز المنقب الحناجر العرشي بيت خضير الغرزة البلد وعردباس بيت الجمل بيت مره بيت شويع خلقه بيت حمزه القزعان بيت الأمير قراتيللولوه بيت عيسى الدمم المداور حصن الراس ريعان مذبل البياضي بحشان حارة إدريس حارة السوق الصفاية عطشان الحزه خربش الفار حارة جسار بيت حيدان طيبه الجنه الركبه خنيس بيت العذري اللكمه).
• عزلة وادعة وتتكون من القرى التالية: (المعمر بيت وهاس بيت الذفيف الحمراء الحطاب بيت الحداد الكبار مدام الجاهلية اللكمه الحقه الحاوري العره العليا العره السفلى الأزرقين ذرحان بريش الزاهرة بيت هادي حارة العذرة).
• عزلة جشم وتتكون من القرى التالية: (حجر سعيد حاز بيت غفر بني بشير منكل الرقة عولي).
عزلة بني مكرم وتتكون من القرى التالية: (ضروان بني مونس الغيل ظوظان جربان الجائف الأسفل).
ومديرية همدان والروضة والوادي (وادي ضهر) ووادي السر والحرف وثقبان وذهبان تعتبر هذه الجهات كلها من مخارف صنعاء ولذا فإن المرحوم العلامة عبدالله بن يحيى شرف الدين نجل الإمام يحيى بن شرف الدين المتوفي في مدينة ثلا 973هـ قد أشار في أرجوزته المسماه (الدراري المنسوقات في بواهر المخلوقات) والتي يبلغ عدد أبياتها (450)بيتا والتي سماها محققها الأستاذ المؤرخ والباحث الكبير عبدالله محمد الحبشي (الإشارة إلى تفضيل صنعاء على غيرها عقلا ونقلا) تحت عنوان (طيب واعتدال هواء مدينة صنعاء وما جاورها من تجمعات سكانية وبعض محاسنها) وهي منظومة بلغت أربعمائة وخمسون بيتا ومن ضمنها الأبيات التالية:
أعجب بذاك السفح من صنعاء
ما بين حدين إلى الحمراء
وعصر والروضة الغناء
وربع سعوان إلى الأبناء
وضلع وظهرها وذهبان
والعشة القصوى ودرب السلطان
إلى الوريد ونواحي رسلان
وهجرة الإيمان مأوى الأيمان
مرابع بروضها معروشة
ساحاتها بزهرها منقوشة
جنانها بظلها مرشوشة
معروشة وغير ما معروشة
أنهارها من حولها تجارى
مثل الثعابين بها تبارى
أعذب من مص لمى العذارى
عند محب بعد حب جارا

وادي ضـهــر
ضهúر: وردت في كتاب (شمس العلوم) لنشوان الحميري وفي كتاب (لسان العرب لابن منظور) أنها خöلúقة في الجبل من الصخر تخالف خلúق سائره. والضهúر: مدúهن في الصفا يكون فيه الماء. وهي البقúعة من الجبل يخالف لونها سائر لونه.
ويقع وادي ضهر على مقربة من صنعاء وهو واد كثير الفواكه كالعنب والرمان والأترج والليمون الحلو والحامض والبرتقال والخوخ والتين والسفرجل وغيرذلك وإليه ينسب الأديب الفقيه أحمد الوادي من أدباء القرن الحادي عشر وهو الذي قال عند طلوعه جبل ذمرمر إلى عند الإمام المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم رحمه الله.
أحمد من أوصلنا هذا المحل
وأطلع الوادي إلى رأس الجبل
وفي المثل:
ما مثل قروى ومسور
والسر لو كان يمطر
والظهر لو يسلم الشر

قد يعجبك ايضا